كتابة التاريخ!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفرق بين الرياضي الغربي والرياضي العربي، هو أن الغربي يكتب مذكراته بعد أن يترك المنصب أو المهمة حتى يستفيد منه أبناء بلده، وحتى لا تضيع الحقيقة بعد وفاته، وذلك لعلمه بقيمة التاريخ الذي يوثّق فترة وجوده وعمله الرياضي سواء كان فنياً أو إدارياً، لأن التاريخ هو ملك للشعوب التي أوصلت هذا الرياضي إلى المكانة التي اشتهر بها وقدم فيها أروع ما لديه من مواهب وقدرات فنية، أما الرياضي العربي فإنه غالباً ما يتهرب من ذلك بل لا يحب ربما للكسل أو لعدم القدرة ذكرت هذا، بعد أن علمت بأن هناك من الأصدقاء لديه الرغبة في كتابة تاريخ بعض المتاحف الرياضية المحلية وهنا أشير إلى الجانب الرياضي فقط، لأن كثيراً من الزملاء انتهجوا نهجاً طيباً في توثيق ذكرياتهم وحكاياتهم ومن بينهم العبد لله من خلال إنشاء مكتبة أو متحف مصغر شخصي، فأصبح لدينا العشرات من المكاتب والمتاحف الرياضية الشخصية وهي ظاهرة طيبة أتمنى أن تصل إلى المؤسسات الكبرى، وبالأخص الرياضية لإيجاد مثل هذه المشاريع والأفكار الوطنية التوثيقية واليوم في المنطقة هناك فكرة جميلة للزميل حسين البلوشي الذي حول منزله في الكويت إلى متحف جميل ورائع تبنته الحكومة، وبدأ العمل بإنشاء وإنجاز المكان الحيوي والحضاري إذ تنقل تجربة رائدة في مسيرتنا الرياضية كيف نشأت، وكيف تطورت تلك الأحداث الرياضية في ذلك الزمان، لدينا شخصيات إماراتية عزيزة، ولكنها مع الأسف لا تريد أن توثّق هذه الفترة من حياتها، لقد طلبت بنفسي من كثير من الشخصيات الوطنية أن تكتب فترة مزاولتها المسؤولية، ليوثقوا تاريخهم فأبوا!

لماذا لا يكتب كل من عاش فترة بها من الفترة قبل قيام الدولة فهناك الشيء الكثير حتى لا تكون هناك مراحل تاريخية غير موثقة بشكل مناسب، وخصوصا أننا نعيش فترة خطيرة من تاريخنا الرياضي فلن تنجح لجنة هنا ولجنة هناك فمثل هذه المبادرات تحتاج إلى جهد فردي ومؤسسي ومن لديه الرغبة من الرياضيين فمن يسطّر اسمه في تاريخ الوطن ونحن نستعد ونحتفل بالخمسينية له الخير والجزاء أدعوكم لحفظ الأمانة!.. والله من وراء القصد.

Email