الفارس الأسود!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل عام وأنتم بألف خير، تلقيت توضيحاً من أحد الأصدقاء الرياضيين تعقيباً على مقالي «سينما الوطن» قبل أيام عبر هذه المساحة حيث أرسل صاحبي قائلاً: «لقد أثرت ذكريات بعض الأقطاب الرياضية، فلكل منهم قصة وذكرى، وتناول صديقي حكاية القطب الوصلاوي الحاج خميس سالم، رجل من الزمن الجميل وذكرياته حول سينما الوطن متعددة، يقول صديقي نقلاً عن «الحاج» كنت في الرابعة عشرة من عمري عندما اصطحبني والدي رحمه الله ولأول مرة إلى سينما الوطن بميدان جمال عبدالناصر ثم بني ياس حالياً، وكان قبل ذلك يسمى «استيشن الشارقة» وقبل ذلك كان اسمه صبخه البطين قبل المعشره.. وهي السينما الوحيدة في دبي ماعدا سينما كانت تعرض الأفلام الانجليزية والهندية في جبل علي لصالح شركة النفط الإنجليزية».

كان شيئاً كبيراً بالنسبة لي أن أشاهد فيلماً عربياً «الفارس الأسود» من بطولة فريد شوقي، كوكا، يحيى شاهين، هذا الفيلم الذي مازال في ذاكرتي حتى الْيَوْم، ثم توالى حضوري لمشاهدة الأفلام العربية والهندية التي كانت تعرض..كانت رحلة جميلة لي وبمثابة مغامرة أن نسير على أقدامنا مساءً من الفهيدي حيث نسكن بعد انتقالنا من الشندغة ونركب العبرة في خور دبي، لم يكن هناك رصيف للنزول كما هو عليه الْيَوْم وعلينا خوض مياه الخور قليلاً عند ضفته ثم نسير مشياً مرة أخرى لميدان جمال عبدالناصر لنصل إلى سينما الوطن، وهكذا العودة وبالعكس حيث نصل في الواحدة صباحاً،وقد تجرأت بعدها ومع مجموعة من رفاق الفهيدي أن نذهب سوياً دون إذن من الوالد حيث نستمتع بحضور الأفلام ونشرب زجاجة «النامليت» التي نتشارك بشربها جميعنا تقريباً ونأكل «النخي» المملح بالفلفل، والمهم عند عودتي المتأخرة أتدبر أمر الاختباء تجنباً من عقاب الوالد رحمه الله، ولأول مرة أشاهد لقطات رياضية دعائية في كرة القدم كانت تعرضها سينما الوطن في الاستراحات وعند تغيير«بكرات» الفيلم، وهو ما أعتقد أنه كانت بداياتي الأولى لتعلقي بالرياضة ولتظل معي حتى الآن، ولربما كان لسينما الوطن دور مهم في دخولي مجال الإدارة الرياضية لاحقاً..فالقصص الجميلة تصلح أفلاماً تلفزيونية تحكي واقعنا زمان ونحن نستعد لخمسينية الدولة..ورمضان كريم

 

Email