«رجل العاديات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

‏لمسة الوفاء من رجل الإنسانية والعطاء والخير؛ سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، بتخصيص شوط يحمل اسم أحد الزملاء الصحافيين خلال سباقات الخيول التي جرت على مضمار جبل علي، قبل أيام، تؤكد مدى حرص سموه على تكريم الرجال الأوفياء الذين أخلصوا لهذا الوطن، ‏وقدموا عصارة جهدهم في سبيل الارتقاء بالعمل الصحافي التخصصي، وبخاصة رياضة الفروسية، ولا شك أن «بو راشد»، حفظه الله ورعاه وشفاه وعافاه، رجل كريم يحب الخير، كما أننا نحبه وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بالشفاء العاجل، ومثل هذه ‏الجوانب الإنسانية تصل إلى القلب وترفع من قيمة الصحافي ومشواره، خصوصاً إذا كان بحجم ووزن الراحل محمد أحمد طه، الصحافي السوداني المتخصص في الفروسية، الرجل الذي كسب قلوب كل من قابله أو تعامل معه، فأحبه الناس وكان لي شرف العمل معه لفترة قصيرة سنة 2001 عندما ‏تم تكليفي برئاسة الوفد الإعلامي لسباق فرانكفورت الدولي، الذي رعاه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وكان المرحوم صديقاً وزميلاً قريباً منا، يمدنا بالمعلومات والأخبار، ‏ويشرح لنا تفاصيل السباقات، ونوعية الخيول، وغيرها من الأمور الفنية الدقيقة، التي لا يعرفها سوى المتابعين بدقة، والمختصين بسباقات الخيول، ومنذ ذلك الوقت، أصبح الراحل قريباً من قلبي أشعر بالراحة النفسية عندما ألتقيه، وعندما تولى مهمة الإشراف على مجلة «العاديات» المتخصصة في الفروسية، وجدته متحمساً يحمل أفكاراً تطويرية، ونجح في تحويلها إلى ‏أفضل إصدارة دورية متخصصة، والتكريم الأخير من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، ليس فقط للراحل، إنما هو تكريم لجميع الزملاء في الصحافة الرياضية، وهنا أخص بالذكر أبناء السودان، فقد أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أنهم من أوائل من مارسوا وساهموا في الصحافة الرياضية، فلا يمكن أن ننسى دورهم، ومثل هذا التكريم هو حافز كبير لنا جميعاً، أطال الله في عمر سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وأبقاه ذخراً لنا، ورحم الله الزميل العزيز محمد أحمد طه، وفي مثل هذه المبادرات الإنسانية يعجز اللسان ويصعب على القلم أن يعبر بما يجيش في خاطره، والله من وراء القصد.

Email