«الاحتراف عاوز كده!»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتبطت الكرة الإماراتية بالكرة البرازيلية كونها الرائدة في الهرم الكروي عالمياً، فقد لعب البرازيليون دوراً مهماً في تطوير اللعبة بالمنطقة، وجعلها متعة كروية، يستمتع بها الجمهور، وتأتي البرازيل كونها واحدة من أهم دول العالم في مدارس كرة القدم، بعد أن طورت طريقة اللعب إلى المتعة والفوز، ليكون لها تأثير رياضي ونفسي على جميع متابعي كرة القدم في العالم، الذي بات يفضل كرة القدم على غيرها من الرياضات، ويعود جزء كبير من الأفضل في ذلك إلى «أهل السامبا».

وهنا في الإمارات كان تأثير المدرسة البرازيلية واضحاً جداً خصوصاً المدربين في الأندية والمنتخبات، فمعظم البرازيليين الذين عملوا هنا «نقلوا» فرقنا إلى مستوى معين من التطور، وأدخلوا المفاهيم الحديثة لكرة القدم الممتعة، ولا أحد يستطيع أن يتجاهل أو ينسى ذلك التأثير، فدورهم واضح، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الأندية التي فازت بكبرى البطولات الكروية جاءت معظمها على أيدي مدربين برازيليين، الذين تركوا بصمات واضحة جداً على الكرة الإماراتية، وهذا أمر نشكرهم عليه، حيث لهم الفضل في نقل خبراتهم الفنية في اللعبة إلينا، وأصبحت للكرة البرازيلية مكانة خاصة في الإمارات، وفي دول المنطقة.

أقول هذا بعد أن لفت انتباهي خبر إتمام نادي الشارقة التعاقد مع برازيلي جديد، ليرتفع عدد الرياضيين البرازيليين بالنادي إلى 16 شخصاً، وهو عدد يمثل الرقم الأكبر للاعبي ومدربي دولة واحدة في أحد أنديتنا بشكل عام، حيث وصل عدد اللاعبين إلى 8 لاعبين في مختلف الرياضات، بالإضافة إلى العاملين في الأجهزة الفنية.

وأستغرب أن لقاءاتنا أمام منتخبات أمريكا اللاتينية ظلت محدودة، ولا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، رغم أن المدرسة اللاتينية متألقة، وكان علينا أن نستفيد منها أكثر، وأعتقد أن توجه أنظار الأندية من جديد لأمريكا اللاتينية وخصوصاً المدرسة البرازيلية يعيد ذكريات زيارات فريق سانتوس وسان باولو البرازيلي عام 1973 إلى الدولة، فعلاقتنا مع الكرة البرازيلية مستمرة منذ سبعينيات القرن الماضي، كما أن الأسماء التدريبية البرازيلية لها مكانة خاصة في الكرة الإماراتية بمدربين كبار أبرزهم زاجالو وكارلوس ألبرتو، ولنا أجمل الذكريات مع الثنائي.

الكرة البرازيلية تقدم كل يوم مواهب يمكن الاستفادة منها، ولكن كل خوفي أن تتنافس أنديتنا ضد بعضها البعض، وتخطف اللاعبين من بعضها البعض، بحجة «الاحتراف عاوز كده!»، والله من وراء القصد.

Email