أهلاً بالمبادرات!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الجولة الثانية من دوري المحترفين جولة الفخر والعز والمبادرات الطيبة التي تبنتها الرياضة الإماراتية، فقد احتفلت رابطة دوري المحترفين لكرة القدم بالإنجاز التاريخي للوطن بوصول هزاع المنصوري، أول رائد فضائي إماراتي وعربي، إلى محطة الفضاء الدولية، إذ حملت الجولة الكروية شعار «طموح زايد يعانق الفضاء»، لما يمثله هذا الإنجاز للوطن من علامة فارقة، ليس في تاريخ الوطن فحسب وإنما للأمة، وخطت أسرة اللعبة الشعبية الأولى اهتماماً فاق الوصف بسبب نجاح المنظمين في الاحتفال باليوم التاريخي الذي لا ينسى.

فقد قام لاعبو دوري الخليج العربي والحكام بالاصطفاف في خط دائرة منتصف الملعب مقابل الشاشات الكبرى، حيث تم عرض فيديو يتضمن رسائل من قادتنا، حفظهم الله، في مشهد عبرت فيه الأوساط الرياضية عن بالغ سرورها وسعادتها، وقد لفت انتباهي في الجولة التي اختتمت بصدارة ثلاثة فرق، ظاهرة إيجابية نعتبرها مثلاً ودرساً يجب أن نستفيد منها، على سبيل المثال مشاركة النجم إسماعيل مطر كلاعب أساسي منذ البداية وقيادة فريقة لفوز ثمين على منافسة وجاره الجزيرة ليخرج العنابي أكثر سعادة في الأداء والنتيجة، ونحن أسعدنا «سمعة» اللاعب الذي يحافظ على نفسه، ويقدم لنا دروساً لعل جيل اليوم يستفيد من هذه الأسماء الجميلة التي حفرت اسمها بأحرف من نور، في المقابل مشاركة النجم الموهوب عموري وتمريراته المتقنة الرائعة، حيث يبقى الأمل في قيادته المنتخب الوطني في مباراته المقبلة، فعموري لا يزال بحاجة إلى وقت وصبر لكي يعود نجماً فوق العادة كم عرفته قارة آسيا، وأيضاً مشاركة اللاعبين عبدالله رفاعي والغساني كلاعبين «مقيمين» نعتبرهما المثال المطلوب في القرار السامي الذي دعا لمشاركة هذه الفئة، ونحن بحاجة لهذه النوعية وليس اللاعب الترانزيت الذي لن يخدمنا، فاللاعبان بعد المباراة وقفا بكل ثقة وتحدثا لمراسلي البرامج الرياضية يتحدثان بلهجة عربية سليمة وكلامهما مفهوم وواضح يمثلان هويتنا وبيئتنا وثقافتنا، فما نطلبه مستقبلاً هو أن تركز اللجنة التي شكلتها الهيئة العامة للرياضة في عملية التقييم، على أن يكون اللاعبان المقيمان مثلاً لتطبيق التجربة، أما غير ذلك فمرفوض شكلاً ومضموناً، فهل وصلت الرسالة!!

لن نتناول المستوى الفني نتركه قليلاً فقد شهد تطوراً في الأداء والحضور مما يشجعنا على أن نتفاءل خيراً في الجولات المقبلة قبل لقاء المنتخب الوطني، فهناك تحسن فني وجماهيري، ومن بين المبادرات الاجتماعية التي نتوقف عندها إشادة اتحاد الكرة بمدرسة سيف اليعربي للتعليم الثانوي في مدينة كلباء بتكريمهم للطالبين سلطان عادل هداف منتخب الناشئين وسيف الزعابي حارس المنتخب، بمناسبة تأهل منتخبنا الوطني للناشئين إلى نهائيات كأس آسيا تحت 16 سنة المقررة لها أن تقام في مملكة البحرين، ولا شك أن مثل هذه الخطوة والمبادرة بين الهيئات الرياضية التعليمية تخلق أجواءً مثالية طيبة تحفز من أجل الارتقاء والعمل في ظروف صحية جيدة وليست التصيد في الماء العكر، فتحية للعقول النيرة المتفتحة التي لا تفكر إلا في المصلحة العامة وتترك الخزعبلات.. فأهلاً بهذه المبادرات!!.. والله من وراء القصد

Email