متى تعود الحوكمة؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكيل لجنة للحوكمة والرقابة المالية على الأندية، أصبح أمراً مطلوباً، كنا نتمناه من زمان، مع انطلاقة دوري المحترفين قبل 12 عاماً، والآن، طالما ظهرت، نعتبرها أمراً مقبولاً، حيث ينتظر أن تطرح على السطح مرة أخرى، وأن تتبنى الجهات المعنية، مثل اتحاد الكرة أو المجالس الرياضية، هذا المشروع على مستوى الدولة، وتعطيه أهمية، بحجم أكبر، من أن تكون فقط على مستوى الأندية، أي قطاع جزئي، فنحن نريد أن تكون اللجنة، رسمية معترفاً بها، من قبل السلطات العليا، وأن تكون محايدة، تنهي مدة لجنة الحوكمة المالية، بعد أن تضع الخطوط العريضة، بالتعاون مع الجهات الرياضية الرسمية، مثل الرقابة المالية، أو ديوان المحاسبة والهيئة العامة للرياضة، وتنتهي مدة اللجنة، بعد الانتهاء من عملها، ولا أعتقد أن هناك قناعة حالياً، لإجبار الأندية على الالتزام الحقيقي، بكشف ميزانياتها السنوية، إلا للجهات التي تقدم هذه الموازنة، وهذا نعرفه جيداً، في واقعنا الرياضي، لأن الصرف يأتي من الحكومة، وهناك دعم آخر فردي، إضافة لغير ذلك، من المدخولات التي تأتي من مصادر مختلفة، في الاستثمار والتسويق وغيرها، حتى تستطيع الأندية أن تقيّم نفسها مستقبلاً.

المال بوجه عام، وفي الرياضة، على وجه الخصوص، هو أساس النجاح، والأندية الغنية، التي لديها مصادر دخل كبيرة ومتعددة، تتسابق لجلب أفضل النجوم بملايين الدولارات، بحثاً عن البطولات، وزيادة المداخيل، وهذا السباق أدى لارتفاع غير مبرر في أسعار اللاعبين، مما خلق فجوة، بين هذه الأندية، والأندية الأخرى، التي تعاني قلة المال، وتلجأ بسببه إلى الديون، حتى تغطي هذا النقص، لتبقى في المنافسة، من خلال المحافظة على لاعبيها، من سطوة الأندية الغنية، مما يتسبب في خلق أزمة كبيرة، لأن تراكم الديون، يقود مع مرور الوقت، إلى الإفلاس «لا قدر الله»، وهو ما حدث لبعض الأندية في أوروبا، وتحديداً في إيطاليا، وربما في معظم دول العالم، رغم أن هناك حوكمة حقيقية، ويتم مطاردتها وتطبيق مبدأ، من أين لك هذا، فهل نطبق هذا في ساحتنا؟!

وحتى نكون صرحاء وواقعيين مع أنفسنا، لا بد أن نضع أيدينا على الخلل الفعلي، الذي نراه الآن في الساحة الرياضية خاصة الكروية، لأن بقية الرياضات، كان الله في عونها، تعمل بأقل درجات من الموازنة، والتي لا تساوي مصروفات لاعب أجنبي واحد في الفرق الكبيرة «المرفهة»، التي تصرف «البلاوي»، وحتى نكون منصفين وموضوعيين، وحتى لا نظلم طرفاً على حساب طرف آخر، يجب أن نكون في منتهى الشفافية، في احتجاجنا واعتراضنا، ولا ننكر أن الساحة الاحترافية، انحرفت عن مسارها للأسف! وبالتالي، لابد من إعادة النظر وتصحيح الأوضاع في الأندية، والتدقيق في الأموال التي تصرف على الكرة، قياساً ببقية الرياضات الأخرى المظلومة، بسبب تلك الساحرة المستديرة «الملعونة»!! والله من وراء القصد.

Email