سوبر في كل شيء!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

 نبارك للأسرة الشرقاوية، إحراز كأس السوبر أول من أمس، ذلك الانتصار الجديد في استهلالية الموسم الكروي 2019/‏2020، بعد الحصول على لقب دوري الخليج العربي الموسم الماضي، وعاش بطل «السوبر» فرحته الغامرة، عقب فوزه على شباب الأهلي، بطل كأس رئيس الدولة بركلات الترجيح 4-3، في أمسية سوبر جميلة في كل شيء، قدمها الفريقان، وخرج الجميع ممن حضر اللقاء، راضياً، اللهم من بعض الحالات السلبية، وبالطبع، من حق فريق شباب الأهلي أن يحزن بعد أن أضاع البطولة، التي كانت بين أقدامهم، بسبب حالة العقم التهديفي التي أصابت لاعبيه، خاصة الأجانب الأربعة، الذين كانوا بمثابة «عواجيز»، لم يتمكنوا من اختراق حائط «فرقة العنبري»، بسبب الحصن المنيع الذي فرضه عليهم المدرب الوطني، بالتكتيك الواقعي، ومنه عرف كيف «يجر» منافسه إلى ركلات الترجيح، وهو يلعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 31 من بداية المباراة، بعد طرد المدافع الحسن صالح.

 ومن كان يشاهد المباراة، كان يتوقع فوز شباب الأهلي بسهولة، لولا يقظة دفاع الشارقة وحارسه المتألق عادل الحوسني، فجاء الإنجاز الكبير في بداية الموسم، ليؤكد فريق الشارقة ويرد على المشككين في قدراته وقدرة جهازه الفني، وهو من فاز بأول بطولات الدولة رسمياً قبل 45 عاماً، وها هو اليوم يحقق نفس الانتصار، ومن نفس المكان، حيث يتفاءل الشرقاوية بملاعب نادي النصر، سواء الملعب الرملي منذ عام 74، أو التحفة المعمارية عام 2019 بقلعة العميد، فهناك علاقة مميزة بين الشارقة والبطولات، والأجمل، هو أن يحقق أول مدرب مواطن في عهد الاحتراف، منذ عشر سنوات، بطولتين متتاليتين، وهذا في حد ذاته مكسب كبير لمسيرة أبناء الوطن، ودافع لكل الرياضيين بأن يشدوا الحيل، ويثبتوا أنفسهم، فقد فاز الملك بالإرادة والعزيمة على مدار شوطي المباراة، برغم أن شباب الأهلي كانت لهم السيطرة والاستحواذ، لكن ينقصهم صانع الألعاب، المهم أن فريق الشارقة قدم درساً لكل الفرق قبل انطلاقة الدوري، في عدم الاستسلام للظروف الصعبة، وأن الكرة تعطي من يعطيها حتى صافرة النهاية، وهذا ما شاهدناه على أرض الواقع.

وابتسمت الركلات الترجيحية مباشرة لبطل الدوري، بعد انتهاء الزمن الأصلي سلبياً، وأثبت تفوقه للمرة الثالثة على التوالي، في آخر ثلاثة لقاءات جمعته مع المنافس، وهذه المرة الأولى التي يتوج فيها الشارقة بلقب كأس السوبر في عهد المحترفين، بينما أخفق شباب الأهلي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز، في زيادة رصيده إلى 5 ألقاب، وقد حملت المباراة الكثير من الإثارة، وإن كانت قليلة الفرص، فإنها كانت مواجهة تكتيكية بامتياز، وبعيداً عن المباراة، فإن النجاح الكبير الذي ظهرت عليه المباراة، تنظيمياً، يسجل لرابطة المحترفين، التي عملت بالتنسيق الكامل مع اتحاد الكرة، وبقية المؤسسات، فقد أعجبتني البساطة وبروتوكول التتويج، بطريقة حضارية، تثبت قدرة أبناء الإمارات على التعامل مع الأحداث بطريقة ورؤية احترافية رائعة، فلهم التقدير، لما رأيناه، ونقول أخيراً، مبروك للشارقة، و«هارد لك» لشباب الأهلي، وهذه كرة القدم، الشاطر فيها، من يفرح في النهاية!!.. والله من وراء القصد.

Email