أهم شيء الفوز!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أهم شيء هو الفوز، كان هذا، شعار منتخبنا الوطني لكرة القدم، الذي استهل مشواره، أول من أمس، في التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، بانتصاره المهم على مضيفه الماليزي، وبعد أن حوّل خسارته بهدف جاء في أول 33 ثانية من انطلاقة المباراة، وربما يكون الأسرع في التصفيات بوجه عام، وربما هو الأسرع منذ أن تم تشكيل المنتخب في بداية عام 72 للمرة الأولى، للمشاركة في دورة الخليج الثانية بالرياض، وكان ذلك في شهر مارس، فقد فوجئنا جميعاً، سواء من كان في المعلب بالعاصمة كوالالمبور، أو حتى نحن كمشاهدين نتابع المباراة، عبر الفضائيات، بهذا الهدف غير المتوقع، نتيجة ارتباك البداية، ما «لخبط» أوراق الجهاز الفني، واللاعبين الذين ظهروا تائهين تماماً في النصف الأول من الشوط الأول، وعلى أثر ذلك زادت العصبية والتمرير الخاطئ، ولكن هيهات هيهات، سرعان ما عادوا إلى تركيزهم، وتجاوزوا الأخطاء، وبالتالي انتظمت الخطوط المتفككة جراء الهدف السريع، ونحقق هدفاً قبل نهاية الشوط الأول، ونخطف هدف الفوز الثمين في الثاني، وأتصور أن ذلك حدث بسبب غياب العديد من الأسماء البارزة التي كانت أعمدة «الأبيض»، ومشاركة عدد كبير من اللاعبين الشباب للمرة الأولى، وإن كانت تلك واحدة من ملامح الصورة الإيجابية في المنتخب.

صحيح أننا انتزعنا ثلاث نقاط من ملعب المنافس، لكن الأداء غير مقنع، ولا يرقى للطموحات المنشودة، وأرى ضرورة أن نعيد ترتيب البيت، ونضم النجم الهداف أحمد خليل الذي شارك مع فريقه محلياً في المباراة الأخيرة أمام النصر ولم يتمكّن من السفر لأسباب خاصة، وطالما لعب، إذاً يستطيع أن يمثلنا ويشارك بقوة مع المنتخب، ومحاولة علاج أي أزمة مع اللاعب، لأنه يملك خبرات واسعة وقناص ماهر للأهداف، وأرى أن وجوده مطلوب مع المنتخب، الذي بدا يعاني من مشاكل عدة في خطوطه، ولولا تألق النجم علي مبخوت صاحب الهدفين، لكان هناك كلام آخر تماماً، والذي رغم «نرفزته» من قبل الخصم، إلا أنه كان مصدر الإزعاج والخطورة، وتحمّل المضايقات، وكتب لنا الفرحة في النهاية، بل إنه وصل إلى الهدف رقم 51، وأصبح على بُعد هدفين فقط، من معادلة رقم عدنان الطلياني الهداف الدولي برصيد 53 هدفاً.

وأما عن مدربنا الهولندي مارفيك الذي قاد الأبيض في أول مباراة رسمية، فقد أعطى الفرصة وأشرك العديد من اللاعبين الجُدد، والذين كانوا يخوضون مباراتهم الرسمية الدولية الأولى، وهو أول اختبار قوي لهم مع منتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره، ومثل هذه التصفيات، تتطلب أن نلعب بالفريق الذي يحصد لنا النقاط، وعموماً نقولها بكل صراحة: أهم شيء النتيجة، ونعتبرها جيدة قياساً بالظروف، كما أن منتخبنا كان قد حصل على راحة من اللعب في الجولة الأولى، بينما باقي فرق مجموعته لعبت مباراتين، ومع ذلك نحتل المركز الثاني خلف تايلاند (4 نقاط)، وبفارق الأهداف عن ماليزيا، وأرى أن الفترة المقبلة تحتاج إلى عمل وجهد، والمدرب عليه أن يتفاعل مع الأندية التي تمثلها لاعبوها في صفوف المنتخب، لكي يكون على بينة ومعرفة بعناصره، ولا يكتفِ فقط بالذهاب إلى المباريات ومشاهدتها، نريده مدرباً عملياً وواقعياً، فالكرة الإماراتية تريد أن تعيد لنفسها شخصيتها القوية التي فرضتها بالأداء والنتائج، فهل نرى أسلوباً وأداءً آخر مغايراً مستقبلاً، هذه رسالتي لمن يعنيهم الأمر.. والله من وراء القصد.

Email