الخطر القادم!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مبنى السعادة بنادي شباب الأهلي، شد انتباهي وجود مجموعة من أبنائنا الطلبة الصغار، بشكل شبه يومي، يمارسون هواية جديدة، متعلقة بالذكاء، ومرتبطة بأساليب علمية حديثة، بإشراف النادي وأساتذة مختصين، حيث خصصت لهم الإدارة، موقعاً مناسباً، مكان المكتبة الثقافية، التي تم نقلها لمكان غير معلوم، أو ربما اندثرت، وتحولت العشرات من الكتب المختلفة إلى المخازن!!، عموماً نعود إلى الظاهرة الجديدة، التي بدأت تتفشى وتنتشر بصورة مذهلة وهي الألعاب الإلكترونية، التي لا يختلف اثنان على أنها، أصبحت من أكثر وسائل الترفيه، التي تسيطر على الغالبية العظمى من الشباب والأطفال، بل أصبحت أكثرها خطورة، لما لها من أضرار، ومع ذلك يتفق الكثيرون، على أن بعض هذه الألعاب تعزز الذكاء والمهارات المعرفية لدى هذه الشريحة، في استكشاف كل ما هو جديد في العلوم والتقنية الحديثة.

وأعتقد أنه حان الوقت الآن، لأن تبدأ الجهات الشبابية الرياضية في العمل والتفكير سوياً، في كيفية السيطرة على هذه الشريحة المهمة في مجتمعنا، بالتعاون بين كل الجهات ذات الاختصاص، لكي ننمي مع فكر الأطفال، مستقبل البلاد، من هذا الأمر الخطير، الذي يجب أن نتداركه ونسيطر عليه، قبل أن يشكل خطورة أكبر في المجتمع، خاصة أننا مستهدفون من الغزو الثقافي، إذا لم نتوحد كأفراد ومؤسسات، وأرى أن الهيئة العامة للرياضة، بإمكانها أن تلعب أدواراً مهمة، باستخدام سلاح الرياضة، وأن تطرق على الحديد وهو ساخن، وتحدد معالم خطتها وتصورها، للحد من الظاهرة، التي تهدد فلذات أكبادنا، من خلال الوعي والتركيز على الثقافة، والتوعية والحفاظ على المكتسبات وحماية الوطن وأبنائه، ولا يكون هدفنا الإثارة وكسب الأصوات والمشاهدين، فهذه قضية الساعة، يشعر بها كل من له أسرة وأطفال، وأقولها بكل صراحة، الكرة الآن في ملعب من يهمه الأمر، فهل من مجيب؟!

تعد بعض هذه الألعاب شديدة الخطورة، إذا لم تشدد الرقابة عليها، وخصوصاً من الأسرة، التي تعد خط الدفاع الأول عن أبنائها، فالجهات المسؤولة كالتعليم والشباب والرياضة والاجتماع والإعلام والأمن، يجب أن تتعامل مع تلك الألعاب بأسلوب الترغيب والترهيب، لأنها إذا لم يتم العمل على تقنينها وتوجيهها بشكل يتناسب مع مراحلهم العمرية، فالخطر قادم، وعلينا أن نجد له حلاً، وقد قرأت حيث تشير الدراسات والأبحاث، إلى أن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سجلت رواجاً كبيراً في سوق الألعاب الإلكترونية، بسبب هرولة الشباب والأطفال نحوها، ومن هنا يتوجب أن ندعو لحماية أبنائنا من مخاطرها الفكرية والصحية والاجتماعية، وقد شهدت في الآونة الأخيرة، كما رأينا عبر التواصل الاجتماعي، بعض الحالات التي وصلت حد إدمان هذه الألعاب ومنها القتالية والإجرامية، التي تدخل البيوت، من أوسع الأبواب، دون أن ندرك خطورتها، ولا نكتفي فقط ببث رسائل التوعية والإرشاد، وعلينا استغلال ساعة البث التلفزيوني للبرامج الرياضية، الأكثر مشاهدة من قبل هذه الفئة، وتوعيتهم، فدور المؤسسات الوطنية في غاية الأهمية، للقضاء على الخطر القادم!! والله من وراء القصد.

Email