التوطين الرياضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قضية تشغلنا منذ فترة ليست بالقصيرة، بدأت تعود إلى الساحة مجدداً، وتأخذ اهتماماً واسعاً وكبيراً، وخاصة لدى أولي الأمر، وهي الحد من ظاهرة غياب العنصر المواطن، في كثير من المجالات العملية، وجلوس الكثيرين، بل الآلاف من أبناء الوطن، من دون عمل، وتسعى الدولة بكافة مؤسساتها إلى إيجاد حلول لهذه الأزمة، ومن هنا، فإننا ندعو عبر ساحتنا الرياضية، إلى أن نفتح صفحة جديدة في الرياضة الإماراتية، مع كم الأحداث وتعدد الأنشطة والفعاليات، التي تشهدها الدولة خلال كل عام، وتعكس أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في حياة الشعوب والأمم، وتبين مدى الاهتمام المتزايد الذي يوليه قادتنا لأهمية دور الرياضة، كمفهوم حديث، يجب أن يستحوذ جل الرعاية والعناية والاهتمام.

والرياضة في الإمارات الآن، لها ثقلها ومكانتها السياسية والإعلامية، لذلك تحظى بالتغطية الموسعة إعلامياً، كونها الأكثر وصولاً إلى القارئ والمشاهد، عن طريق الإعلام الرياضي، وبعد أن أصبحت بلادنا، عاصمة رياضية حقيقية، بمعنى الكلمة، مع توافر كل الإمكانيات البشرية والفنية والتقنية، التي تساعد المنظمين على تقديم الأفكار الإبداعية، وخلق نوع من الابتكار قبل استضافتنا الأحداث الرياضية، وبالتالي، لا بد من أن نعطي الأولوية لأبناء الوطن، ونمنحهم الفرصة والثقة بتبوؤ المناصب والمهام، فلا يجلسوا على «الرف»، ولا بد من أن يتمتع أبناء الوطن وهم على قدر الكفاءة والمعرفة، بخدمة الوطن في أي مجال كان، والاستفادة من إمكاناتهم، وهذا المبدأ يجب أن يكون شعار ملف التوطين الرياضي، في كل التخصصات والمجالات، وبعد أن مرت سنوات، كان لا بد فيها من أن نُقيم عملنا، ولا نتركه يمر مرور الكرام، وهذه الدعوة، أوجهها إلى كل هيئاتنا الرياضية، بأن ترفع شعار «المواطن أولاً».

لم تعد ممارسة الرياضة، مجرد تسلية فقط، وإنما الهدف أكبر مما نتوقعه، فالعديد من الدول تحرص على المشاركة، في أي حدث رياضي، يقام على أرضنا، وهذا بحد ذاته مكسب له أبعاده المتعددة سواء في الجانب السياحي أو الاقتصادي أو الرياضي، ولهذا نجد الاهتمام من أعلى المستويات، حيث يتواصل المسؤولون ويتابعون المناسبات، ويقفون على الأحداث أولاً بأول، ما يساعد على نجاح جميع التظاهرات التي تقام على أرض الدولة، ولأن مثل هذه الفعاليات، تزيد من مكانة الرياضة الإماراتية، التي تحاول أن تشق طريقها بقوة، بين الدول المهتمة بالجانب الرياضي والشبابي، على اعتبار أن ممارسي هذه الأنشطة، هم أبناء الوطن، وهم بحاجة ماسة إلى العناية والاهتمام، وبالتالي لا بد من تواجد العنصر الوطني ودعمه وخلق الظروف والأجواء المناسبة له، وتسهيل مهمته، حتى نجذب أعداداً كبيرة من المواطنين في التنظيم الرياضي فنياً وإدارياً.

دعونا نفتح صفحة جديدة للرياضة الإماراتية، وأن نترك الخوف والقلق، ونفكر في تعيين المواطنين، بكل الهيئات الرياضية المعتمدة رسمياً، والمشهرة من قبل الهيئة، وعددها يتجاوز الثلاثين، ليعم الفرح والسعادة كل قلوب أبناء الوطن، تحت ظل قيادة الوطن الرشيدة.. والله من وراء القصد.

 

Email