النصر والإنجليز

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل دول الخليج، عرفت كرة القدم عن طريق البحر، سواء من بواخر الأسطول الإنجليزي أو سفنه التجارية، أو عن طريق بعض العائدين من أبناء الخليج من الأسفار، خاصة من الهند، التي عرفت الكرة، وانتشرت فيها عن طريق الاحتلال البريطاني، وعرفنا كرة القدم عن طريق القواعد البحرية الإنجليزية في هذه المنطقة، ولكن الكرة في الإمارات، لم تأخذ الطابع النظامي إلا بعد فترة ليست بالقصيرة، حيث ظلت تُمارس لسنوات طويلة بطريقة بدائية، حيث كنا نلعب بأي عدد من اللاعبين، وبدون (محكم أو مصفر)، كما كانوا يطلقون عليه وقتها، وكذلك بدون عارضة وقوائم، وكان يكفي بدلاً عنها حجران، ولكنها لم تظل على هذا الحال، بل أخذت طابعاً أكثر نظاماً تدريجياً، وأصبح لها ملاعب، وظهرت بعض الفرق، وكانت تتبارى في ما بينها، وبدأت بعض فرقنا، تلعب مع الفرق الإنجليزية، في الأربعينيات والخمسينيات، التي كانت تمثل فرق المعسكر البريطاني بالشارقة، من بينها فريق النصر، عميد أندية الدولة، حيث لعب أمام الإنجليز، وتحديداً في عام 76، استضاف نادي النصر، فريق الأرسنال، الذي تربطه ذكريات تصل إلى 43 عاماً مضت، وها هو يعود مرة أخرى إلى دبي، بدعم ودعوة من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رئيس النادي، للعب في حفل التدشين الرسمي لاستاد آل مكتوم اليوم، وأذكر أنه في عام 77، لعب هنا فريق إنجليزي مكون من أبطال كأس العالم، التي فازت بها إنجلترا عام 66، وضم بوبي مور وبوبي شارلتون، ولعب عدة مباريات ودية، منها مع النصر والوصل، وغالبية الرعيل الأول من فرسان المونديال عام 66، كانوا قد أعلنوا الاعتزال.

ويخوض النصر الجديد، مباراته الودية أمام الأرسنال الإنجليزي اليوم، والذي وصل بدعوة واهتمام شخصي من الأب الروحي للأسرة النصراوية، والذي استقبلهم أول من أمس، للمشاركة في حفل افتتاح الاستاد التحفة الرياضية، الذي استضاف نهائيات كأس آسيا لكرة القدم الأخيرة، ويذكر أن نادي النصر انتقل إلى مقره الحالي في شهر مايو عام 78، وأصبح مقراً للأحداث والمناسبات الرياضية الكبرى، حيث أقيمت عليه العديد من البطولات العربية، منها بطولة كأس الكؤوس العربية، وبطولة التعاون، وبطولات دولية وقارية، وكأس آسيا عامي 96 و2019، وأصبح استاد آل مكتوم، أول الملاعب الأربعة التي تم إنشاؤها بمكرمة من المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، والذي افتتح الاستاد في مهرجان رياضي كبير، لعب فيه فريق ليفربول، حامل لقب كأس أوروبا في ذلك الوقت، وجاء إلى دبي بعد أسبوع من فوزه باللقب القاري، وقام المغفور له راشد، برفع الستار عن اللوحة التذكارية، في لحظة تاريخية لا تنسى للرياضة الإماراتية، واليوم يتجدد المشهد، في مباراة تجمع «العميد»، مع أحد أشهر الأندية الإنجليزية والأوروبية.. والله من وراء القصد.

Email