ثقافة صناعة الأبطال!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتهي الأولمبياد الخاص، العرس الرياضي الكبير الذي شهدته الدولة، وعشنا لحظات تاريخية لم ينم فيها رجال التنظيم، للسهر على راحة ضيوف البلاد، فتحولت ملاعب العاصمة إلى قرية أولمبية نموذجية، باستضافة أكثر من سبعة آلاف من المشاركين، وأكثر من 197 دولة مشاركة، فهذه هي ثقافة الدول التي تنظم الأولمبياد، فالفائدة ليست محصورة فقط في الميداليات، والفوز والمكسب، وإنما ما بعد الانتهاء من المنافسات الحالية لأصحاب الهمم، الذين كانوا فوق الهمم، فحصول أبنائنا على الميداليات، والمشاركة الأكبر في تاريخ الرياضة الإماراتية في هذا المحفل الأولمبي الكبير، يعتبر إنجازاً في حد ذاته، وهو لم يأتِ من فراغ، بل بدعم كبير من قيادتنا الرشيدة، لكل الرياضات، خاصة هذه الفئة، والتي تلقى الكثير من الدعم المميز، واليوم نجد ثمار هذا الدعم، في حصولنا على النتائج المشرفة للمرة الأولى للأولمبياد الخاص، وأعتقد أن الهدف لدينا ليس الوصول فقط، بل تحقيق إنجاز في هذا الحدث العالمي الكبير، جاءت وفق منهج علمي صحيح، شاركت فيه هيئات وسلطات الدولة بكاملها، ولا تعتمد على الجهات الرياضية فقط، فصناعة البطل الأولمبي تحتاج إلى ثقافة جديدة، ها نحن بدأنا الخطوة الأولى نحو تصحيح المسار.

هناك أخطاء ومفاهيم سلبية تجاه الثقافة الأولمبية، أي أنها لدى المجتمع، يجب أن تبدأ من الأسرة، فالمدارس عليها أن تعطي دروساً للطلبة الصغار عن فكرة وتأسيس الأولمبياد، بطريقة يسيرة يتلقاها الطفل قبل أن يذهب ويشاهد المنافسات، فقد خططت الدول الكبرى قبل التقدم لتنظيم مثل هذا الحدث، فالمدارس هناك خاصة تتعامل مع النشء والأطفال منهم، حيث يأخذونهم إلى الصالات والمنافسات، ويعطونهم دروساً عملية وميدانية، يتعلم فيها الطفل ماهية التنافس في الألعاب الأولمبية، فهناك فكر واستراتيجية، يجب أن نقوم بها من الآن، وتأتي بتوجيه من أعلى سلطة، فوحدة القرار أن تكون بيد جهة واحدة حتى لا يصبح القرار الرياضي متشتتاً، أخيراً.. الثقافة المجتمعية الأولمبية في الأولمبياد الخاص الذي نودعه بكل حب، كيف نجحت، فالأموال لا تصنع بطلاً بقدر ما يصنع المجتمع أبطالاً من ثقافته.. والله من وراء القصد.

Email