استفزاز على الهواء!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

انقضى أسبوع جديد من أسابيع الدوري الكروي للمحترفين، بعد نهاية الجولة الخامسة عشر، باعتلاء الشارقة صدارة الدوري وحيداً، وما زالت الساحة الكروية ساخنة بسبب التوترات والعصبية، سببها الاستفزازات التي يقوم بها بعض اللاعبين، بالأخص الأجانب، أو حتى بعض «المطبلين الدمبقجية»، ناسين قدسية الرياضة وشعارها النظيف، فالتنافس بأسلوب غريب، كاد أن يحول الملاعب إلى حلبة ملاكمة، ومن هنا، نطالب إدارات الأندية أن تقوم بشرح وافٍ وتنبيه اللاعبين -بالأخص الأجانب- الذين أرهقوا موازنات الأندية من السحب على «الكاش»، ناهيك عن طلباتهم التي لا تنتهي، ومع ذلك، يصبح هؤلاء هم الأكثر دلالاً لدى الأندية، فرياضتنا بحاجة إلى تصحيح وضعها، وبالأخص الأندية التي تعتبر القاعدة الحقيقية، فهناك أعمال إيجابية وأخرى سلبية، وهي ظاهرة طبيعية جداً، ما أدعو إليه، هو أن نبتعد عن الأزمات، وأن تشهد حالة الإصلاحات بدلاً من الانتكاسات، وأن نعكس أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في حياتنا، وأن نترك ما في النفوس، ولا نعلق أخطاءنا على الغير!

زيادة عنصر الوعي والثقافة، بالتعاون مع الإعلام، رسالة مطلوبة اليوم قبل الغد، بعد أن أصبحت إعلام كرة فقط، وتطبيل وصراخ وردح على الهواء، فأهمية ما يطرح، لا بد أن يقلل من التعصب، وتقبل النتائج بروح رياضية، فالدور الإعلامي كبير في التوعية بمخاطر العنف وثقافة الاستفزاز، عبر إعداد برامج توعية خاصة في نبذ التعصب، وشرح القوانين أولاً بأول، فالبعض يخرج بصورة مسيئة لسمعة إعلامنا الرسمي لا تليق إطلاقاً، وعرض بعض «تفاهات»، ولا بد من وقف هذا الصراخ بصوت عالٍ، الذي لا يخدم واقعنا، إنما يهدمه، بسبب التفكير الضيق لمثل هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم فجأة مشاهير، ونحن نحذرهم من التسبب في فتنة داخل صفوف مجتمعنا الرياضي، فهذه ظاهرة، وقد طفح الكيل من تخبطات البعض والخروج عن النص بطريقة مشينة!

الحالة الرياضية في يومنا هذا، والاختلاف في الآراء، لا يفسد للود قضية، فكل الآراء ووجهات النظر تحترم وتقدر، بشرط ألا نتطاول على أنفسنا، لأنها ليست من أخلاقياتنا، نريد النقاش والحوار المنطقي العقلاني، بعيداً عن الفوضى والردح على الهواء، فالرياضة في بلادنا لها عادة وثقافة الاحترام للآخرين.. فالأخلاق تعني الاحترام المتبادل بينك وبين الآخر، نركز عليها، لكي تتعلم الأجيال المقبلة أهمية الأخلاق داخل وخارج الملعب، فلا تتحول ساحتنا إلى «حارة كل من آيده اله»، فالاستفزاز غير الأخلاقي لا نريده، لا في الملاعب ولا على الشاشات!.. والله من وراء القصد.

Email