حكيم الرياضة العربية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ـــ يبقى رائد الرياضة البحرينية، الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، الشخصية الرياضية الخليجية الوحيدة، التي عاصرت الدورات الخليجية العربية، والأكثر حضوراً وقبولاً في المنطقة، فقد شاهد معظم الدورات الرياضية الخليجية والعربية، وتعلمنا منه الكثير، لأنه صديق الإعلاميين، يستقبلنا بكل حب وتقدير، لا يمل ولا يكل، من كثرة الأسئلة التي دائماً تحاصره، فهو شخصية إعلامية بمعنى الكلمة، من الصعب أن تتكرر في الساحة الرياضية، وقد عملت معه في اللجنة الإعلامية للاتحاد العربي لكرة القدم، التي يتولى رئاستها، وعايشته عن قُرب، وعرفت عنه الكثير، فالرجل إنسان طيب، وهو بحق، مدرسة تستفيد منها الأجيال، لِما يُعرف عنه من فكر وسعة صدر وخبرة واسعة، اكتسبها طوال 50 عاماً، وقد أعلن الاتحاد العربي للثقافة الرياضية، عن فوزه بجائزة الروح الرياضية في الوطن العربي لعام 2018، والتي يقدمها الاتحاد في حفله السنوي لتكريم الفائزين بجوائزه في نسخته الأولى، ومن المقرر أن يقام الحفل يوم السبت المقبل بدبي، وبالتحديد في الجامعة الأميركية بالمدينة الجامعية.

ـــ وهذا التكريم، تثميناً وتقديراً لجهوده المخلصة، ولما يتمتع به من حب الناس، وتواضع وأخلاقيات عالية، فقد دخل قلوب الجماهير العربية، وكانت كلماته مؤثرة في كافة طاولات الاجتماعات، لأنه رجل صريح، وأهم من ذلك، هو مقبول لدى كل الأطراف، وهذه الصفة الطيبة، وضعته على رأس قائمة المكرَّمين في جميع الدورات الرياضية والأولمبية، ولأنه يتمتع بمواهب متعددة، فقد عمل في المجال العسكري، ووصل إلى درجة وكيل وزارة الدفاع، ثم انتقل إلى الإعلام، وأصبح وكيلاً لعدة سنوات، ولديه من الموهبة الشعرية، التي جعلته يتربع على عرش الشعر الغنائي الخليجي، وقد تغنى بأشعاره العديد من المطربين.

ـــ الشيخ عيسى بن راشد، هو بحق حكيم الرياضة العربية، يستحق «جائزة الروح الرياضية»، حيث يمتاز بعلاقاته المميزة، وابتسامته، وتواضعه مع جميع الإعلاميين في الدول العربية كافة، وقلبه مفتوح للجميع، وأقول، إن الرياضة لا تسير ألا بوجود خبرات تملك علاقات واسعة محلياً وخارجياً، حتى تبرز دور الرجل القيادي، ولكي يحقق المزيد من العمل والنجاح، ويسهم في إزالة المشاكل الفنية والرياضية، بقدر المستطاع، وقد كشفت لنا التجربة في الهيئات الرياضية بالمنطقة، أن الجيل الجديد، لا يبحث إلا عن الشهرة والوصول إلى أعلى المناصب عن طريق الرياضة، والتي فتحت أبوابها على مصراعيها لدخول أفراد لا علاقة لهم بها، كل هدفهم هو القفز على أكتاف الآخرين، واستغلال المواقف لصالحهم، دون مراعاة الصالح العام، ما انعكس على مسيرة العمل الشبابي والرياضي، وهي أحد الجوانب السلبية التي تواجه رياضتنا عامة، بسبب فلسفة هذه الفئة الدخيلة، التي تبالغ وتجري وراء منافعها الشخصية، على عكس الجيل القديم، جيل القيم والمبادئ، من الذين حفروا في الصخور، وتعبوا وكافحوا، في ظل إمكانات محدودة في البدايات، وصنعوا لأنفسهم مكانة كبيرة يتمتعون بها، منهم «بو عبد الله»، هذا الإنسان الذي عرفته منذ عشرات السنين، قيادياً من نوع خاص، وندعو له أن يمن الله عليه دائماً بالصحة والعافية، وطول العمر، إنه شخصية قلّما نجدها في هذا الزمان.. والله من وراء القصد.

Email