أول منتخب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، صورة أول منتخب وطني كروي، والكل كان فرحا بها كثيراً، حيث تذكرنا أيام زمان، وجيل المنتخب الذي مثل الوطن في بداية التأسيس، وكنا وقتها نحرص على متابعة الفريق، في ظل الإمكانات المتواضعة، ولهذا فرح الكثيرون بهذه الصورة، التي أرسلت إلى معظم «القروبات»، والتي تناقلتها، حباً وتقديراً، لأول منتخب كروي، شارك ووضع اللبنة الأولى، ووضع قدمه على خريطة المشاركات الدولية، وفي أيام فرحتنا الكبرى التي نحتفل فيها باليوم الوطني، نؤكد أن هذا المنتخب كان واجهة مشرفة للدولة رياضياً.

فالصورة عمرها 46 سنة، إلا أنها محفورة في الذاكرة لا تنسى، فقد كان هؤلاء أول من مثلونا خارجياً على أرض عاصمة الخير مدينة الرياض، في كأس الخليج العربي لكرة القدم، وتحديداً في شهر مارس عام 72، مع مطلع تأسيس اتحاد الكرة، حيث لم يكن موجوداً قبل تلك الفترة، وقد نظمت بطولاتنا الكروية وقتها، اتحادات محلية على مستوى المناطق.

ولكن مع قيام الاتحاد، تغير الأمر وأصبح العمل أكثر تنظيماً، وفرضنا أنفسنا على الخريطة الدولية، فبدأت المشاركة الأولى للمنتخب الكروي، حيث أخذت القيادة، تحرص على تواجد أبناء الوطن في التظاهرات الرياضية الإقليمية والقارية والدولية.

والتاريخ يقول إن أول منتخب مثلنا في الرياض72، هو الأول على المستوى الرياضي على الإطلاق، وحصلنا حينها على المركز الثالث والميدالية البرونزية، التي تسلمها عناصر المنتخب الوطني من الملك فهد بن عبد العزيز، طيب الله ثراه.

وتكونت البعثة وقتها من أحمد المدفع رئيساً للوفد وعضوية كل من المرحوم أحمد التاجر إدارياً، وجمعة غريب، ومراد رفعت سكرتيراً وإعلامياً، والمدرب المصري المرحوم محمد صديق (شحتة)، والطبيب المواطن الدكتور ميرزا الصايغ.

وضمت قائمة اللاعبين كلاً من: إبراهيم علي رضاء وسهيل سالم وأحمد عيسى وناصر حمد وعبدالله خليل وجاسم محمد حسن وعبدالرحمن العصيمي ومسعود عبيد ورجب عبدالرحمن ويوسف حاجي ناصر ود.حمدون وعوض مبارك ومحمد الكوس وسالم بوشنين وزيد ربيع ويوسف محمد ومبارك بالأسود والمرحوم جمال موسى وصالح موسى.

والصورة التي تلقيتها من العشرات، متوفرة في مكتبتي وأرشيفي الرياضي، ونشرتها في عدد من إصداراتي، كونها نادرة، فاللقطة الجماعية، كانت في أول مباراة لنا بكأس الخليج، وفزنا بهدف سجله سهيل سالم في الدقيقة 21، وأقيمت المباراة على استاد الملز بالرياض.

وشهدت هذه الدورة انضمام وافد جديد، وهو منتخبنا، وافتتحها المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز، واليوم ونحن نحتفل بذكرى 47 عاماً من المجد والعزة، كان لا بد أن نتذكر هذا الجيل، الذي مثل البلاد، فقد كان مثالياً في تصرفاته وتحركاته، وعند السفر بالزي الرسمي، مدعماً بشعار الدولة على صدورهم، والعودة المشرفة بالميدالية البرونزية في أول ظهور رسمي بدورات الخليج.

من هنا، وعبر هذه المساحة، أناشد اتحاد الكرة، بأن يوجه الدعوة لعناصر أول منتخب وطني، لحضور تجمع قادة منتخبنا الوطني في طريق التحضير والاستعداد لنهائيات كأس الأمم الآسيوية، التي نحتضنها مطلع الشهر المقبل.. والله من وراء القصد.

 

Email