مدرستي الأولى!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

التطور الذي وصل إليه الإعلام الرياضي بالمنطقة، يسعدنا جميعاً، بسبب الاهتمام الذي يوليه المسؤولون عن القطاعات الشبابية والرياضية والإعلامية، وما نلاحظه الآن على صعيد الصحافة المحلية، أن الرياضة الإماراتية انفتحت إلى مصاف العالمية، وفتحت الأبواب وانطلقت على الصعيدين الرياضي والإعلامي، حيث تحولت مدن الدولة إلى مركز حيوي للرياضة في الشرق الأوسط، نظراً لكثرة الأحداث الرياضية، واستضافتها مشاهير الكرة في العالم، كان آخرهم كل من النجمين ليونيل ميسي وبول بوغبا، ما أكسبها الاحترام والتقدير، ورفعت من أسهم الإمارات على المستوى الاقتصادي والسياحي والإعلامي والترويجي، وهذه كلها مكاسب لا تقدر بثمن، نجني فوائدها في المستقبل، وتحقق نجاحاً جديداً للرياضة الإماراتية، ولعبت صحافتنا دورها في تغطية كل الأحداث المهمة بشكل يومي.

ما يهمني في هذا الصدد، هو التطور والازدهار في عالم الإعلام الرياضي المقروء، كونه النافذة الحقيقية للمجتمع، فالرياضة هي الأكثر انتشاراً وتأثيراً، بين متلقي الرسالة الإعلامية، وهناك فرق كبير بين تغطيتنا لأول نهائيات لكأس الأمم الآسيوية في الكويت عام 80، وبين اليوم، زمان كانت وسيلة الاتصال بالصحف، وتقديم الخبر عبر سماعة الهاتف، ويتم تسجيل كل ما نكتبه أو نمليه لأحد الزملاء عدة ساعات، وتشعر بالإرهاق والتعب، لكنها كانت ممتعة، لأن الزمن كان جميلاً، عكس اليوم، تغيرت الوسائل وأصبح العالم في كف واحد، ولم يعد قرية صغيرة، فقد اختصرت التقنية العالية التي وصلت إليها المؤسسات الإعلامية، الوقت في نقل الخبر والصورة بسرعة البرق، وزمان كنا نجلس وننتظر ساعات لتوصيل صورة عبر الأقمار الصناعية.

أتذكر واقعة شهيرة، حيث التقط الزميل الباكستاني شوكت من إحدى الصحف المحلية صورة لحارس مرمى منتخب الكويت جاسم بهمن، وهو يرفع يده إلى السماء، بعد فوز الأزرق على كوريا الجنوبية في نهائي كأس آسيا، أيام عز المنتخب الكويتي، ونشر تلك الصورة في اليوم التالي سابقة هي الأولى من نوعها، لتدخل صحافتنا منذ ذلك الوقت، إلى منعطف آخر، ولا أنسى تلك اللحظة التاريخية المهنية، فقد فازت صحافتنا بالعديد من الألقاب الصحفية، كونها رائدة في المجال المهني، واستضافة حملة الأقلام، وبالأخص الرياضية، حيث التنوع والشهرة والأضواء، ومن أبرز ما نراه وينشغل به القارئ اليوم، هو التنافس بين الصحافة المحلية، فالتغيير والتطوير واضح، ولا أحد يستطيع التشكيك بنهضة الصحافة الرياضية لدينا، ولتبقى الصحافة الإمارايتة، هي الأقوى والأكثر تأثيراً والأكثر احتراماً من كل قيادات القارة الآسيوية على الإطلاق، خاصة في المجال الرياضي، وهو المكسب الحقيقي لإعلامنا.

لقد تابعت الصحافة الرياضية منذ بطولة آسيا عام 1980، وبعد هذه الفترة، شعرت بالفخر والاعتزاز، بمدى تطور الصحافة الرياضية، وقد أسعدتني الساعات الـ72 التي قضيتها في القاهرة مؤخراً في إجازة الأسبوع، حيث أصدرت صحيفة الأهرام المصرية العريقة، عدداً خاصاً عن القائد المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه بعنوان جميل للغاية «100 عام من الخلود» والصحافة المصرية نشرت فصلين من كتابي الأخير «الرياضة في فكر زايد»، وأعتز بنشرهما، والصحافة المصرية أعدها مدرستي الأولى.. والله من وراء القصد.

Email