«واسطة» الفاشل!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لكل مجتهد نصيب، ولكل فاشل واسطة، فقد ذهب فكري من خلال هذه العبارة، متمعناً في حال الرياضة في المنطقة العربية عامة وبالمنطقة خاصة، وتحديداً عند توزيع الحقائب الإدارية، سواء في الهيئات أو الأندية، التي تختلف شكلاً.

ولكنها تتفق في المضمون، أي تأتي بالطريقة المتعارف عليها، وأصبح من الضرورة، أن نقوم بالتغيير من أجل التهيئة، وتصحيح الأوضاع الخاطئة، فالمزج بين العنصرين (القديم والحديث)، أصبح ضرورة ملحة، لكي نستعيد دورنا ونعزز من قيم العمل الاجتماعي الرياضي، وخاصة المرتبط بالشباب،.

وأصبحنا لا نميز الفاشل من المجتهد والمكافح، ونبعد الفاهم والمتخصص والمتطور، بسبب أن الأول لديه «واسطة»، تمنع من تحريكه أو تغييره، لأنه «مسنود»، وهذه المقدمة، كانت بفعل خبر صغير مقتضب، قرأته أمس في جريدة الرأي الكويتية، برغم قلة عدد الأسطر.

إلا أن لها وزناً، وتحدد خريطة الطريق، وطبعاً نحن لا نريد أن نقلدهم، أو نحول ساحتنا الرياضية مثلهم، فلكل بلد واقعه وبيئته التي تختلف عرفاً وتقاليد، ولكن أعجبني تحديد الفترة الزمنية لعمل برنامج الانتخابات للهيئات الرياضية، بصورة واضحة المعالم، وتوقيتها بشكل يساعد ويهيئ ويعطي الفرصة للإعداد السليم، والتنسيق المبكر لرؤية شكل المنظمات الرياضية.

المهم، دعونا نتوقف عند ما جاء في الخبر، علنا نستفيد فمثلاً، بعد اعتماد مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في الكويت خلال اجتماعها الأخير، حددت التعديلات التي أقرها مجلس الأمة على قانون الرياضة، وتم تحديد مواعيد انتخابات الأندية الرياضية الشاملة في 12 يناير المقبل، والأندية المتخصصة في 15 من الشهر نفسه.

كما حددت مواعيد انتخابات الاتحادات الرياضية في موعد أقصاه 30 مارس المقبل، واللجنة الأولمبية الكويتية في موعد أقصاه 30 مايو المقبل، فلماذا لا نفكر ونشكل لجنة تنفيذية تدرس حال اتحاداتنا؟!

ونضع لها الحلول المناسبة، لكي تنهض وتنطلق، وتكون الأمور واضحة وضوح الشمس، فاليوم مثلاً نجد في القاعدة الرياضية «الأندية» يغلب طابع ما يسمى الاحتراف الكروي، ولكن هل فكرنا في تقييم تلك التجربة؟ وهل عرفنا كم صرفت الأندية على الاحتراف بالأرقام والقيمة المالية؟

علينا أن نفتح الملفات بكل صراحة، وفق لجنة خاصة، تقدم رؤيتها بشكل احترافي إلى الجهات الأعلى، فالدولة لن تقصر أبداً في دعم مسيرة التنمية والازدهار، وخاصة في مجال الشباب والرياضة، بعيداً عن الشركات التجارية، التي تدعي و«تتفلسف»، وتأتينا بالخبرات الأجنبية، التي تقوم بأخذ الأفكار من أبنائنا، وتنسبها لنفسها، وعلمتنا التجارب كثيراً، سرقة الأفكار من هذه المؤسسات!!

إن لدينا من الكفاءات الوطنية المتميزة في كل المجالات، وأعطوهم الفرصة لعمل الدراسات المالية والقانونية والتنظيمية الإدارية، وكفانا شركات لا نعرف هويتها، تأكل الأخضر واليابس، ثم نقول (مع السلامة ما قصرتوا)، من دون أن نستفيد منها، ولا نجني سوى ضياع فلوسنا!! وأخيراً وليس آخراً، علينا أن نتعرف على حجمنا وقدراتنا في رسم الهوية الرياضية، لمعرفة بوصلتنا أين تسير؟

ونحافظ على مسارنا الذي حددته لنا القيادة، بأهمية هذا الدور، كونه أحد المرتكزات الأساسية في التنمية، مؤكدين ما قلناه في عنوان هذا المقال، بضرورة أن نبعد أصحاب «الواسطة».. والله من وراء القصد.

Email