شهادة الماجد!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

حدث مهم لأي كاتب، أن يتلقى كلمة شكر أو شهادة تقدير في مسيرته، خاصة إذا كانت من رجل معرفي وثقافي ورجل أعمال ناجح، سيرته وسمعته الطيبة، تصل كل البلاد العربية، ولا بد أن تتوقف عندها، وتفكر في ما يقدمه هذا الإنسان الرائع والمتواضع في تعامله مع الجميع، سواء من يعمل معه أو من يلتقيه في أي موقع، لا شك انها تعني الكثير، لمن يجد هذا التقدير، في زمن قل الوفاء والحب وزاد الحسد والحقد.

وقد أشعرتني الكلمات البسيطة، التي تلقيتها من الأخ جمعة الماجد، في رسالة، بعد أن أهديته نسخة من أغلى إصداراتي «الرياضة في فكر زايد»، حيث قال في رسالته: «إننا نقدر لكم هذه الجهود المبذولة في إخراج هذا العمل بهذه الصيغة الإخبارية، والتي وثقت فيها اهتمام المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، بالرياضة المحلية، ويسعدنا أن نضم كتابكم القيّم إلى رفوف مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ليكون في متناول زواره من قراء وباحثين وطلبة علم، نظراً لأهمية دور الصحافة الرياضية كمرآة عاكسة لتطور الرياضة في البلاد».

وأتناول الجزئية التاريخية من باب التوثيق، لمن يريد أن يتعرف على التاريخ، وذاكرة الوطن، كوني من أقدم العاملين في الصحافة، وأتذكر وأقول: لقد كانت دبي هي السباقة دائماً، عندما يتعلق الأمر بشتى أنواع التنمية، منها الصحافة الرياضية، وذلك في التأسيس لبعض المطبوعات الأولى، التي ظهرت بإشراف بلدية دبي.

وانطلقت مع «أخبار دبي»، المسيرة الإعلامية المنظمة، وفي كنف النوادي الرياضية والثقافية، ارتفع الوعي الثقافي الرياضي، وهنا نشير إلى بعض الحقائق التي نشرت من قبل، ونعيدها في هذا التوقيت، حيث بدأت بعض النشرات تظهر في دبي مطلع الثلاثينيات، كما قرأت، وكانت تصدر عن وكالات البواخر والملاحة، وترصد حركة المراكب القادمة إلى ميناء دبي، الذي كان قد بدأ العمل فيه منذ عام 1903،.

وننوه هنا، إلى أن بعض التجار أحضروا معهم آلات طباعة وساهموا في التأسيس لحركة النشر في دبي، والفضل يعود لحكومة دبي في تأسيس أول مطبوعة رسمية، يمكن إدراجها ضمن تصنيف العمل الصحافي المعهود، وذلك بعد أن أصدرت عام 1961 نشرة «أخبار دبي»، التي كان يديرها آنذاك عيسى الأشرم في البداية.

حيث كتب فيها هو والعديد من الأقلام المحلية، التي لا علاقة لها بالتجارة، وكثير من المثقفين أعربوا عن أسفهم، عندما توقف صدور مجلة «أخبار دبي»، تزامناً مع صدور «البيان» عام 80، بسبب التعلق بهذه المجلة، لأنهم كانوا يحسون بها، مثل مجلة العربي في الكويت، والآن أصبح لدى الجميع أعداد من هذه النشرة، التي اعتبرها من أهم مراحل تاريخ صحافة الوطن.

لعب المد القومي العربي، حضوره في نفوس النخبة من المثقفين الشباب، وجعلهم ينخرطون في تأسيس اللجان والجمعيات الثقافية والأندية الرياضية، التي شكلت اللبنة الأولى لظهور الصحافة بمفهومها الحديث.

ففي تلك الفترة لعبت الأندية الرياضية، من خلال مجلاتها، دوراً في إفراز أسماء ساهمت في إفساح المجال أمام ظهور صوت وطني في ميادين الصحافة والأدب والفنون في تأسيس الوعي، كما لعبت مجلة «أخبار دبي»، دوراً كبيراً هي وزميلاتها من النشرات، في ظهور أدباء من المواطنين، تحولوا فيما بعد إلى رياضيين ومدربين مثلوا منتخباتنا الوطنية.. والله من وراء القصد.

 

Email