جلسة تاريخية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكننا الآن بكل ثقة، أن نقول «دقت ساعة العمل». فالمؤشرات الأولية تؤكد أننا مقبلون على مرحلة تاريخية هامة، تمثل لنا تحدياً وطنياً كبيراً.. نحن له بإذن الله، بدعم كبار رجالات الدولة، وبجهود المسؤولين وكل من له علاقة بالحدث الذي نحن بصدده، وبمساندة جماهيرية حاشدة ومتوقعة، بدون أدنى شك، وبمظلة إعلامية أجزم بأنها ستكون الأفضل والأكثر تميزاً؟

نتحدث عن العرس الآسيوي.. مونديال الأوائل، الذي سيقام على أرض زايد الخير، اعتباراً من الخامس من يناير وحتى الأول من فبراير المقبلين.

وبرغم معايشتي للمشاركة الأولى قبل 38 سنة، إلا أنني أرى أن الحدث الآسيوي هو بالفعل بطولة الأوائل، ولعلي أبدأ بتسليط الضوء على «الأوائل» من ملتقى إعلامي هو الأول من نوعه في تاريخ الحركة الرياضية الإماراتية، ذلك الذي دعت له الهيئة العامة للرياضة مساء أول من أمس، في نادي ضباط القوات المسلحة «الراقي» في أبوظبي، مقر الأحداث التاريخية الكبرى، بحضور رئيس الهيئة، محمد الرميثي، ورئيس اتحاد كرة القدم، مروان بن غليطة، وأعضاء الهيئتين الرسمية والأهلية، وحشد من العاملين في مختلف أجهزة الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، والسوشيال ميديا.

فكرة الملتقى جديدة ومعبرة عن الهدف منها، فقد كنا نتوقع مؤتمراً صحافياً بالمعنى التقليدي، فإذا بنا نجده لقاء على شكل مائدة مستديرة، ولكن بدون طاولة مستديرة، ومفهوم المائدة المستديرة، يعني أن الكل في جميع الصفوف الأمامية والخلفية سواسية في الطرح، وكم كان الملتقى ديمقراطياً لأبعد الحدود.. فشهد نقاشاً صريحاً وهادفاً بين الحضور، ينم عن رغبة جارفة في بذل أقصى الجهد، كل في موقعه، خدمة لوطننا الغالي، ولن أخوض أكثر من ذلك في تفاصيل الملتقى، فسترون نتائجه بكل وضوح قريباً جداً.

إلى ذلك، فإن المونديال الآسيوي السابع عشر، هو الأول في تاريخ كأس آسيا الذي سيقام بمشاركة 24 منتخباً، بعد أن كان يقام بمشاركة 16 منتخباً فقط، ما يمثل تحدياً كبيراً تنظيمياً وفنياً.

البطولة ستكون قوية ومنافساتها غاية في الشراسة، أضف إلى ذلك أن المنتخبات المشاركة ستحظى بمساندة جماهيرية من الأشقاء والأصدقاء أبناء الجاليات المقيمة، ومن الزائرين، لمتابعة هذا الحدث الأهم في القارة الصفراء، ولأول مرة أيضاً ستقام بطولة كبرى على ثمانية ملاعب، تكاد أن تغطي كافة أنحاء الدولة، ما سيوفر للمتابعين من عشاق الساحرة المستديرة متعة غير مسبوقة.

وهناك الكثير، بل والكثير جداً من الأوائل الذي اعتاد العالم من الإمارات، سيظهر إلى العلن كل يوم من الأيام الثمانين المقبلة، التي تفصلنا عن موعد انطلاق لقاء افتتاح المونديال الآسيوي، والذي سيجمع بين منتخبنا الوطني وشقيقه البحريني على استاد مدينة زايد الرياضية في أبوظبي، ما يعني أنه وجب علينا، اعتباراً من اليوم، أن نشمر عن ساعدينا ونشحذ الهمم ونصطف كتفاً بكتف ويداً بيد، بغية تقديم وطننا الغالي في أبهى صوره من جهة، وخلف «الأبيض» من جهة أخرى، بمنهجية مدروسة واستراتيجية واعية، فقد دقت ساعة العمل.. والله من وراء القصد.

Email