ثقافة الاستفزاز!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

انقضى أسبوع جديد من أسابيع الدوري الكروي للمحترفين، وما زالت القضية الساخنة التي شهدتها ملاعبنا مؤخراً، تأخذ أبعاداً أخرى، من بينها التوترات والعصبية، وسببها الاستفزازات التي يقوم بها اللاعب لزميلة المنافس، ناسين قدسية الرياضة والشعار النظيف والتنافس الشريف، وهذا الأسلوب الغريب ترفضه المنظمات الدولية لكرة القدم، منها «الفيفا».

كما حصل في دورينا في أكثر من مباراة، وكادت أن تتحول الملاعب إلى حلبة ملاكمة، فمن هنا نحذر، بل نطالب إدارات الأندية أن تقوم بشرح وافٍ، وتنبيه اللاعبين، بالأخص الأجانب، الذين أرهقوا موازنات الأندية من السحب «كاش».

ناهيك عن طلباتهم التي لا تنتهي، ومع ذلك يصبح هؤلاء هم الأكثر دلالاً لدى الأندية، فالرياضة الإماراتية بحاجة إلى تصحيح وضعها في كل مؤسساتها الرياضية، وبالأخص الأندية التي تعتبر القاعدة الحقيقية، فهناك أعمال إيجابية وأخرى سلبية، وما أدعو إليه، هو أن نبتعد عن الأزمات ولا نخلقها بأنفسنا.

فمَنْ بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، وأن نتطلع إلى تحقيق الألفة والمحبة، وأن تشهد حالة الإصلاحات بسبب الإحداث الرياضية المرتقبة، وأن نعكس أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في حياتنا، وأن نترك ما في النفوس، ولا نعلق أخطاءنا على الغير!!

أدعو إلى زيادة عنصر الوعي والثقافة، بالتعاون مع الإعلام كرسالة، بعد أن أصبح عند البعض إعلام كرة فقط، وتطبيل وصراخ وردح على الهواء، ومن هنا، نشير إلى الأهمية المؤثرة في ما يُطرح، ولا بد من المساهمة في تقليل التعصب، وتقبل النتائج بروح رياضية، كما نرى أن المؤسسة الإعلامية عليها دور كبير في التوعية بمخاطر العنف.

وذلك عن طريق إعداد برامج توعية خاصة بنبذ التعصب والعنف، وأقول لبعض اللاعبين، إن ما يحدث في المباريات يسبب الفتنة داخل صفوف الفريق، وتشقق روح الأسرة، وفي اليوم التالي يعتذر اللاعب عما قاله، فهذه الثقافة ناقصة، وهي مسؤولية اللاعب المحترف والإدارة في توعيتهم، بدلاً من تشتيت ذهنهم!!

** الحالة الرياضية في يومنا والاختلاف في الآراء، لا يفسد للود قضية، فكل الآراء ووجهات النظر تحُتَرم وتُقدّر، بشرط ألا نتطاول على أنفسنا، لأنها ليست من أخلاقياتنا، نريد النقاش والحوار المنطقي العقلاني، بعيداً عن الفوضى، فالرياضة في بلادنا لها عادة وثقافة الاحترام للآخرين.

ونرى مدى الاهتمام المتزايد الذي يوليه قادتنا بأهمية دور الرياضة كمفهوم حديث يستحوذ الرعاية والعناية، بعد أن أصبحت الرياضة لها ثقلها، لما تحظى به من التغطية الموسعة من الجوانب الإعلامية، كونها الأكثر وصولاً إلى القاري والمشاهد عن طريق الإعلام، لسرعة الانتشار إلى أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع..

فالأخلاق تعني لك الاحترام المتبادل بينك وبين الآخر، ونركز عليها لكي تتعلم الأجيال المقبلة أهمية الأخلاق داخل وخارج الملعب، فلا تتحول ملاعبنا إلى«حارة كل من آيده اله»، فالاستفزاز غير الأخلاقي لا نريده في الملاعب!!.. والله من وراء القصد

 

Email