تجربة «سوبر»!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجربة جميلة، صعب نسيانها، عشتها عن قرب، من خلال لقاء سوبر الخليج العربي الكروي الذي احتضنته «أم الدنيا»، قاهرة المعز، والمشاعر الإنسانية الأخوية التي طغت على أجواء اللقاء المثير الذي جمع الوحدة مع العين، وتفوق في نهايته أصحاب السعادة بركلات الترجيح، ونجاح هذه السهرة الإماراتية المصرية كنا نتوقعه منذ البداية.

لأن القاعدة التي نبني عليها مع أشقائنا في مصر تمتد على مدى عقود طويلة، فما شهدناه من نجاح سوبر هو ثمار وحصاد من ميراث الخير، الذي تركه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي أوصى أبناءه بأن يكون لمصر مكانتها في قلوبنا، وتلك الوصية أصبحنا متمسكين بها، ووجب علينا أن نلبي وصية حكيم العرب، تجاه مصر العرب، ليستمر الأبناء، حفظهم الله، وهم الآن قادتنا والداعمون للشقيقة مصر في مختلف المجالات.

إن العلاقات والمواقف المشتركة بين البلدين كبيرة وعميقة، تحتاج إلى مجلدات حتى نرويها، ويحكي كل منا حكايات وذكريات عدة عن مدى الحب والعلاقة الطيبة التي تربطنا، فقد علمتنا القيادة الرشيدة أن نسهم وندعم ونساند الأشقاء في كل المجالات، وفي كل الأوقات، لأن تلك الروابط قائمة على ثوابت لا تتزعزع، بناها القائد المؤسس رحمه الله، ومن هنا أقيمت المباراة الكروية السوبر، التي ذكرتنا رياضياً بسيناريو مكرر، عندما أقيمت في نفس فترة عيد الأضحى المبارك، لقاء أهلي مصر مع عميد أندية الإمارات، نادي النصر، لما زارنا فريق الأهلي في يناير عام 75، وكان ذلك رابع أيام عيد الأضحى.

وكان من نتاج تلك الروابط القوية أن الجهات المنظمة لسوبر الخليج العربي جعلت هذه المباراة عيداً للكرة في نفوس الآلاف من أحبتنا «المصريين»، وفي أجواء رياضية محترمة، واحتفالية نادراً ما تعيشها الجماهير المصرية، منذ المؤامرة التي حاولت غرس الكراهية في قلوب الجماهير الكروية، وقد أمضينا أياماً جميلة، وشاهدنا مدرجات ستاد 30 يونيو، التي ذكرتنا أيام الزمن الجميل، قبل أن تتلوث المدرجات بـ «البلطجية».

وأسعدني في الحقيقة رغبة الناس والقيادات الرياضية في إعادة النبض والحياة للمدرجات في الملاعب المصرية، التي يتبناها الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة، وهو رجل أكاديمي متخصص، عمل في الإمارات في نادي بني ياس، وفي مؤسسات أخرى، حتى أصبحت بلده بحاجة ماسة لخدمات مثل هذه النوعية من الكفاءات الإدارية، هو لم يترك صغيرة ولا كبيرة في السوبر إلا ووقف عليها، وأسهم بنجاح تجربة لجنة دوري المحترفين في تقديم صورة مختلفة عن المرة الأولى.

فقد تطورت التجربة بقيادة عقلية شابة من الأخ عبدالله الجنيبي، وهو رجل يحب النجاح، ويساعدك على الإبداع، يترك لك العمل بحرية، دون أن يعرقل أو يحجم أي عمل، كما يفعل البعض، وهذا سر نجاح هذا الرجل في موقعه، وقد لفت انتباهي أيضاً ما وجدته من عدد كبير من الشباب ومن مختلف الأعمار يسعون لخدمتك، ويقفون معك بدون تردد.

كما لا يفوتني أن أنوّه إلى الدور البارز من المهندس السفير جمعة الجنيبي، وبمساعدة عبدالله الحمادي الدبلوماسي بسفارتنا، فالتجربة هذه المرة كانت غير، وأختتم وأقول مبارك نجاح السوبر، وعاشت الإمارات ومصر.. والله من وراء القصد.

Email