استقبل البطل الذهبي سعيد أحمد بعد فوزه بالمونديال

دعم زايد للشطرنج وضع اللعبة على الخريطة العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام المؤسس (29)

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

 

في عام زايد الخير، نذكر مآثر القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على المستوى الإنساني والاجتماعي والثقافي والحضاري والرياضي، وإن كان تركيزنا في هذا الجانب من المقالات على الجانب الرياضي إلا أن مآثر الفقيد غطت كل مناحي الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأثير ذلك بدا واضحاً في التقدم التي تعيشه الدولة، ويمثل الشباب الركيزة الأساسية في عملية التنمية بل هم أساسها، لذا أولى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، جل اهتمامه لرعاية ثروة الوطن من الشباب، وكان يقول: «إننا نتطلع بكل فخر واعتزاز إلى أبنائنا الشباب، لأنهم جيل الحاضر والمستقبل».

نتوقف اليوم عند محطة مهمة يذكرها التاريخ، عندما تحولت الأنظار لدولتنا مع هذه الاهتمامات التي أولاها قادتنا لأهمية دور الرياضة، فانطلقت الرياضة الإماراتية نحو العالمية، والبداية كانت مع لعبة الأذهان الصافية رياضة الشطرنج، عندما قدم الفقيد الدعم لواحد من رياضيينا، الذين برعوا في لعبة الشطرنج، ورفعوا علم الدولة عالياً خفاقاً في المحافل العالمية، إنه البطل الإماراتي سعيد أحمد سعيد، المتوج بلقب بطولة العالم للناشئين عام 1981، وهي البطولة التي أقيمت في المكسيك عام 1981.

وكانت الرياضة الإماراتية، في ذاك اليوم على موعد تاريخي ويوم ذهبي، عندما استقبل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بطلنا الذهبي سعيد أحمد سعيد، ليحظى بأول استقبال يناله أحد أبطال الوطن بعد تتويجه بإحدى البطولات العالمية، خصوصاً في الرياضات الذهنية.

الشيخ زايد خلال استقباله أسرة الشطرنج ويظهر في وسط الصورة عبدالله بن زايد

 

حدث استثنائي

هذا الحدث الاستثنائي المحفوظ في سجلات التاريخ، يؤكد حقيقة أن الرياضة والرياضيين في الإمارات يجدون تقديراً كبيراً ولافتاً من قادتنا، حفظهم الله، وهو الأمر الذي جعل رياضتنا تجد التقدير والاحترام من الأسرة الرياضية الدولية، والقارية، والإقليمية، فالإمارات تترأس الاتحاد الآسيوي للشطرنج والعربي.

وظلت الأضواء تضيء مقر اتحاد الشطرنج بدبي ابتهاجاً بهذا النصر الكبير الذي حققه لاعب إماراتي صاعد في بطولة العالم الأولى للناشئين، كما شهد الاتحاد احتفالات، واستقبالات وبرقيات متواصلة بهذه المناسبة التاريخية، وجاء فوز الإمارات نتيجة جهود مجلس إدارة الاتحاد في نشر اللعبة، واختيار أبرز اللاعبين مع مدرب كفؤ ولاعب موهوب.

بطلنا الموهوب سعيد أحمد سعيد صرح في ذلك الوقت عن رحلته مع رياضة الشطرنج، قائلاً: «لقد مارست هذه اللعبة مع أفراد أسرتي، وشاركت في الاتحاد بعد تأسيسه عام 1976 مع عدد من اللاعبين، وكنت أحرص على حضور التدريبات لبرنامج نشاط الاتحاد التدريبي ومن ثم اكتشفني المدرب مع مجموعة من الزملاء في الدورات المفتوحة للناشئين، وفي ضوء المستوى الجيد الذي قدمته في هذه المباريات اختارني المدرب مع بعض اللاعبين، وقدم لنا تدريبات خاصة في علوم الشطرنج، وأصوله وقد برز أخي ناصر سعيد، ورشحنا المدرب للاشتراك في الدورات المغلقة التي نظمها الاتحاد للفريق القومي.

زايد يشيد بنتائج بطل العالم للشطرنج سعيد أحمد

 

وعن أول لقاء مثل فيه دولة الإمارات، قال البطل العالمي: كان اللقاء عربياً خالصاً حيث واجهنا منتخب الكويت، وحققت نتائج طيبة أمام الفريق الضيف ولم أخسر في جميع المباريات التي شاركت فيها، وفي بطولة العالم تحت 17 سنة والتي أقيمت في فرنسا، حققت نتائج جيدة كذلك لبلادي بالنسبة لسني وخبراتي البسيطة في ذلك الوقت بين 42 دولة شاركت في البطولة، ولقد كان لاشتراكي في هذه البطولة فوائد كبيرة في صقل مواهبي، حيث إن جميع اللاعبين في بطولة فرنسا الدولية كانوا أكبر سناً وذوي مهارات عقلية عالية، مؤكداً أن الاستقبالات والاحتفالات جعلته يبذل كل ما لديه في سبيل الإمارات ورفع اسمها عالياً في المحافل العربية والدولية، يقول: «لقد سعدت كثيراً بهذا الاستقبال وهذه التهاني من جميع المسؤولين في بلدي العظيم الإمارات، وقد ساعدني على ذلك مدربي ولم يستطع أي مدرب آخر وضع خطط مضادة لي أثناء المباريات».

زايد يتلقى درع اتحاد الشطرنج

 

جانب من فقرات حفل افتتاح بطولة العالم

 

رياضة الأجداد

في حين، قال والد البطل العالمي: فخور بابني الذي حقق لبلاده البطولة، جميع أولادي الخمسة يمارسون هذه الرياضة منذ الصغر، وأشجعهم لأني أمارس هذه اللعبة لأنها رياضة أجدادنا. وعن توقعاته قبل البطولة قال: كنت أشعر أن سعيد يحقق نصراً، حيث كان يفوز في البطولة المفتوحة ويلعب بطريقة استراتيجية ويتمتع بقسط كبير من الذكاء والهدوء ويجمع بين تفوقه في الرياضة إلى جانب تفوقه في الدراسة.

وبفضل الدعم الكبير الذي أولاه الفقيد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للرياضة وللشباب فقد حققت الإمارات مكاسب عديدة في لعبة الشطرنج سواء على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، منذ أكثر من 30 عاماً والرقعة الشطرنجية بدولتنا تتألق وتواصل نجاحاتها من مكان إلى مكان فأصحبت الإمارات قلعة بارزة وواحدة من أهم المواقع الشطرنجية على خريطة الدول العربية، فالمكاسب والإنجازات التي حصل عليها أبناؤنا لا تعد ولا تحصى.

Email