دعا الإسماعيلي للعب في الإمارات

«زايد الخير» يدعم الكرة المصرية بعد نكسة 1967

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام المؤسس (17)

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

 

دعم المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للرياضة لم يتوقف عند الشأن المحلي فحسب، لكنه تجاوزه إلى دعم الأشقاء العرب، وخصوصاً دولة مصر الشقيقة التي عانت فيها الرياضة في فترة من الفترات، لتجد حكيم العرب سنداً وداعماً قوياً لها، وفي ذاكرة التاريخ مواقف لا تنسى للمغفور له في دعم مسيرة الرياضة المصرية، إلى جانب دعم الكفاح الحربي ضد الكيان الصهيوني، وذلك عندما توقفت الحياة في الملاعب المصرية بعد نكسة يونيو 1967 المشؤومة.

ارتبطت الكرة المصرية بنكسة يونيو 1967 وتأثرت بها وهجرها نجومها للعب في الخارج، وقدمت الإمارات بتوجيهات من القائد المؤسس الدعم والاهتمام اللازمين للكرة المصرية، إدراكاً لأهمية دور مصر التاريخي في الرياضة وكرة القدم، وكذلك إدراكاً بأهمية كرة القدم في لعب دور رئيس في تقارب الشعوب والمشاركة في الوجدان العربي الوطني، ولهذا كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، محباً لمصر وتاريخها ودورها في تنمية دول الخليج العربي، لما لها من مواقف مشرفة، فرد حكيم العرب الجميل للأشقاء في كل المجالات.

زايد وبجواره المرحوم مبارك بن محمد وسيف بن محمد وحسن الأسود نائب رئيس نادي الإسماعيلي المصري عام 73

 

موقف تاريخي

من المواقف التاريخية التي لا تنسى دعم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للرياضة وللمجهود الحربي المصري، عندما قدم فريق الإسماعيلي إلى الإمارات بدعوة من حكومة أبوظبي للعب على ملعب رملي، حيث نظمت لهم ترتيبات خاصة للعب أمام رئيس الدولة في إطار دعم المجهود الحربي، وأدار المباراة الحكم المواطن حسن موسى القمزي، الذي أصبح بعد ذلك عضواً بارزاً في مسيرة الرياضة الإماراتية من خلال عضويته في نادي الجزيرة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة واتحاد الكرة، ولعب أبناء زايد دوراً في تقارب أبناء البلدين، حيث تعاقدت الأندية الإماراتية مع العديد من نجوم الرياضة المصرية وبالأخص نجوم الإسماعيلي، من أبرزهم المرحوم محمد صديق شحتة، أول مدرب محترف قاد المنتخب الوطني في كأس الخليج العربي في نسختيها الثانية والثالثة عامي 1972، و1974، حيث فاز منتخبنا بالبرونزية.

المغفور له الشيخ زايد يطلع على الكتيب الخاص بزيارة وفد نادي الإسماعيلي المصري عام 73 إلى أبوظبي

 

دعم واهتمام

لعب فريق الإسماعيلي «برازيل مصر» خلال زيارته للإمارات، عدة مباريات ودية أمام منتخبي دبي والشارقة وبعض فرق أبوظبي وكان محل اهتمام وتقدير من قادة دولة الإمارات، وتجلى دعم واهتمام المغفور له الشيخ زايد في دعم الرياضة والكفاح الحربي المصري في حرصه على مشاهدة مباراتي الفريق المصري والتقط معهم الصور التذكارية، ولم تكن نتيجة المبارايات هي الهدف والمعيار، بل وجود أبناء مصر في دولة الإمارات في تلك المرحلة العصيبة لها تأثير واضح بين علاقة البلدين الشقيقين، وما تلاه من تطور كبير في عمق العلاقة التاريخية بين أبناء الخليج العربي ومصر الحبيبة.

لقطة جماعية بين الإسماعيلي "الدراويش" ومنتخب شرطة أبوظبي ويظهر في الصورة الأول وقوفاً الحكم حسن موسى القمزي

 

الإسماعيلي لعب بكامل نجومه في الإمارات

 

وعندما نذكر الإسماعيلي يتذكر جيلنا نجوماً مصرية في ذلك الوقت أمثال: «علي أبو جريشة وشحتة والعربي وبازوكا وأميرو وميمي درويش والسناري وسيد بسطامي والحارس حسن مختار وعبدالستار وانوس»، وغيرهم من الأسماء التي لا يمكن أن تنسى ومنذ فوزه ببطولة كأس الأندية الأفريقية والإسماعيلي له شعبية كبيرة في الإمارات، تذكرنا بالزمن الجميل وكانت جولته في الإمارات محط اهتمام الشارع الرياضي المحلي، حيث ضم في ذلك الوقت أسماء لامعة من نجوم الكرة المصرية في حراسة المرمى، أمثال: عبدالستار ومعه الحارس الاحتياطي عيد مصطفى بالإضافة إلى ميمي درويش والسقا ومصطفى درويش وحسن درويش والعربي ويسري طربوش وحسن مبارك وريعو وسيد عبدالرازق الملقب ببازوكا وعلي أبو جريشة وعصمت قينون، وضم الجهاز الفني كلاً من المدير الفني علي عثمان والمدرب العام صلاح أبو جريشة والمدرب محمد صديق شحتة، ورافق البعثة رئيس النادي المرحوم عثمان أحمد عثمان، والفقيد الكاتب محمود السعدني.

ومن بين الذكريات الجميلة التي لا تنسى ما حدث بعد فوز فريق الإسماعيلي المصري ببطولة الأندية الأفريقية (دوري الأبطال حالياً) عام 1969م، نظم النادي جولة في منطقة الخليج وشهدت مدينة العين إحدى هذه المباريات للتباري مع فريق العين.

Email