فجر الإنجازات يشع بنوره على الرياضة

زايد يحضر نهائي «الملعب الرملي» ويتوج الأبطال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام المؤسس 14

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

شهد موسم 1976 -1977 حدثاً استثنائياً متمثلاً في حضور المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نهائي هذه النسخة والذي جمع بين فريقي الأهلي والشباب، ليكون أول مناسبة كروية رسمية على مستوى الدولة يحضرها رئيس الدولة وقتها، وذلك باعتبارها حدثاً على مستوى الوطن، أضفى أهمية كبرى على هذه البطولة، وتزايد هذا الاهتمام عندما تابع الجميع رمز البلاد وهو يأتي مبكراً قبل بدء المباراة ويجلس في ملعب رملي ويتابع بنفسه اللقاء منذ بدايته والذي استمر حوالي ثلاث ساعات، بعدما انتهى بالتعادل واحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، قبل أن يتوج الشيخ زايد فريق الأهلي ( شباب الأهلي دبي حالياً) بطلاً لهذه النسخة للعام الثاني على التوالي.

ورافق الشيخ زايد في تلك المباراة والحدث التاريخي، المرحوم عبد الله عمران وزير التربية والتعليم وقتها وقيادات التربية، الذي ظل يسأل ويتعرف على أحوال الرياضة والأندية من خلال حضوره ومتابعته مع قيادات الكرة في تلك الفترة ومنهم سالم الغماي وقاسم سلطان، قبل أن تحسم النتيجة لمصلحة الأهلاوية، ستبقى هذه المباراة علامة مميزة في تاريخ هذا النادي العريق عندما تسلم الكابتن أحمد عيسى من الشيخ زايد رحمه الله على استاد دبي لتتضاعف أفراح الأهلاوية بالفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي، كانت المرة الأولى التي تحسم فيها المباراة النهائية للبطولة بركلات الترجيح علما بأن الطرف الثاني للمباراة كان هو فريق الشباب.

إنجازات

مع بزوغ فجر الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 والذي شهد تحقيق الحدث الأعظم في تاريخ دولة الإمارات، ارتفعت صروح الإنجازات في نهضة شاملة رسمت معالم دولة حضارية تنهل من ماضيها وترسم للمستقبل إطلالة مشرقة.. فكان القطاع الرياضي مواكباً للمسيرة، ومتوجاً الجهد بالعديد من الإنجازات في المحافل العربية والقارية والدولية.

ومع قيام الدولة حرص فقيد الوطن الغالي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - على الاهتمام بالإنسان حيث كان يعتبره الثروة الحقيقية لهذا الوطن، ومن أبرز أقواله «إن أثمن ثروة لهذا البلد هو الإنسان الذي يجب أن نعتني به ونوفر له الرعاية فلا فائدة للمال بدونه»، ومن هذا المبدأ والمنهج سارت الدولة على الثوابت والأسس التي وضعها زايد، وكانت نبراساً لبناء الإنسان الإماراتي، فالهدف بناء جيل يتحمل مسؤولياته ويواصل مسيرة التقدم فالقائد أعطى الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل المجالات وفي جميع الأماكن بالدولة لان الإنسان أساس التنمية.

صادف في الـ 11 أبريل عام 1975 إقامة أول نهائي بطولة كأس رئيس الدولة لكرة القدم لموسم 1974 - 1975، وهو التقليد المتبع في معظم الدول العربية عامة والخليجية خاصة بحيث تقام مسابقة باسم الرئيس، وشهدت الساحة الرياضة الإماراتية، هذه المباراة والتي جمعت بين فريقي الأهلي والنصر الغريمين التقليديين في حقبة السبعينات، وأقيمت المباراة على استاد دبي وقتها وفاز الأهلي بهدفين نظيفين، وكان أول هدف يتم تسجيله في نهائي الكأس يحمل توقيع الأهلاوي الدكتور محمد سالم حمدون في الدقيقة العاشرة من الشوط الأول، وهو أيضاً أول هداف لهذه البطولة الغالية برصيد 5 أهداف، أما أول حكم في المباراة نهائية لبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة فكان الكويتي غازي الكندري.

مسيرة بطولة

أما الحدث الأهم في تاريخ هذه البطولة «الغالية» فتمثل في فكرة إقامتها والتي طرحها مجلس إدارة اتحاد الكرة في ذلك الوقت في عهد الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم، والذي تولى رئاسة اتحاد الكرة في تشكيله الثالث خلال الفترة من 1974 حتى 1975، ويعتبر الرئيس الثالث في مسيرة الكرة الإماراتية، وأحد أبرز الشخصيات الرياضة على مستوى المنطقة، فقد أقيمت طرحت فكرة البطولة بعد أن انتشرت ظاهرة إقامة مثل هذه البطولات في دول المنطقة، حيث كان فريقا الأهلي والنصر يسيطران وقتها على منافسات مسابقة الدوري، وفي ذلك الموسم تحديداً حسم الأهلي لقب الدوري قبل أن تنتهي المسابقة بأسبوعين، فأراد الشيخ مانع تنظيم بطولة كأس رئيس الدولة، خاصة أن النصر فاز في اللقاء الثاني الذي جمع بين الفريقين، وأقيمت البطولة ولكن الأهلاوية حسموها أيضاً في المباراة النهائية التي جرت على استاد دبي الكبير بنادي النصر والذي كان مسرحاً لأهم المباريات التي تقام في تلك الفترة، وتوج سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة، الأهلي بالنسخة الأولى من كأس رئيس الدولة.

Email