اختصر الأزمة!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ــ تلقيت رداً على زاوية الأمس، من الأخ العميد حسن إبراهيم، أشكره على تجاوبه وتفاعله، فهو أحد رموز الرياضة في بلادنا، ونظراً لمكانة الرجل الثقافية والإدارية، أستميحه عذراً، بأن أقتطف جزءاً مما أرسله «إن مقالك أمس اختصر الأزمة التي نعيشها، ولخص كل الملفات والأفكار والآراء، فحجم المشكلة كبير، وأسبابها كثيرة ومتداخلة، ويحار فيها الفهيم، فعلاً نحن بحاجة إلى قاطرة جديدة، تقود عرباتنا المتوقفة عن النمو والتطور، ويحركها ويجرها قبل أن تصدأ وتتهالك، وتصبح خردة، فالقاطرة المقصودة، هي مجموعة القيادات الرياضية، التي تتمتع بالمعرفة والخبرة والدراية والإخلاص والتفاني، في خدمة كرة الإمارات وسمعتها، ويكون هدفها الأسمى، الارتقاء باللعبة داخلياً، وإعادة فنونها والمتعة والجماهير إلى ملاعبنا، وخارجياً، خلق منتخبات قوية، تقارع القوى الكروية في آسيا وتتقدمها، وتحرص على أن تكون مشاركات الأندية الإماراتية الخارجية، مشرفاً، يليق بمكانتنا وسمعتنا، وهذا هو الحل الناجع والحاسم، لأن هذه القيادة، أذا أحسنا اختيارها، سنكون قطعنا نصف المسافة، وسنرتاح، لأنها ستقوم بمعالجة وحل باقي المعضلات، وتكمل المسافة المتبقية، وأن يسند لها إدارة النشاط الكروي بكل حرية وشفافية وموضوعية، دون تدخلات أو وصاية، وأن تعطى صلاحيات كاملة، وأن يتم دعمها والوقوف معها، مادياً ومعنوياً، من الجميع، من القيادة السياسية، التي لا تألو جهداً في دعم المسيرة، وجميع مكونات مجتمعنا، من مؤسسات وأفراد، فالثقة ضرورة للعاملين في المجال الكروي، بفكرهم وطريقة عملهم، بالتعاون معهم، وأن نترك الكلام ونتفرغ للعمل!!

ــ وأعود، وأجدد القول، بأن الأيام تثبت أن الخلل الذي تعاني منه رياضتنا، سببها ضعف الإدارة، أي لا يوجد لدينا فن التعامل والمعرفة مع هذا المفهوم، الذي يعتبر علماً بحد ذاته، يدرس في مختلف الجامعات، فالعملية التنموية الإدارية، ينقصها الكثير، لأن المجاملات والمحسوبيات أصبحت هي المسيطرة على أذهاننا، فلا نفكر في تطوير مؤسساتنا، التي أصبحت تعاني نقصاً وخللاً، في التوجه العام للقطاع الرياضي، والأيام تؤكد أننا ما زلنا نبحر، والطريق أمامنا صعب للغاية، لأننا نمارس الرياضة دون تحديد الهوية الصحيحة لبناء النهضة الرياضية، فكل ما تحقق، كان بالإمكان أن يتحقق، وبشكل أفضل، فالسلبية الإدارية، منعتنا من اتخاذ دورها الريادي، نحو بناء مستقبل أفضل، وذلك لعدم وضوح الرؤية، التي أصبحت ضبابية، لا تعرف أهدافنا لنظل "محلك سر"، فالكل يسعى ويبحث عن نفسه أولاً، ويرفع شعار "أنا ومن بعدي الطوفان"، فالسيطرة على الكراسي والمناصب، أهم من أي شيء آخر، ومن يريد أن يعمل ويطور برامجه وأنشطته، يحاربه (البعض)، خاصة حزب أعداء النجاح، الذين يقفون بالمرصاد لكل مجتهد!!، وما نراه حالياً في الساحة الرياضية، يتم وفق مفهوم (المكافآت)، وليس وفق (الكفاءات).. والله من وراء القصد.

Email