الصحافة في «ميدان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعضاء الجمعية العمومية لجمعية الصحافيين، مدعوون إلى المشاركة في انتخابات مجلس إدارة الجمعية، المقرر اليوم، بفندق الميدان بدبي، لتكون بداية مرحلة جديدة تمر بها الصحافة، في ظل تعدد أشكال العمل الصحافي، خاصة بعد دخول الإعلام الحديث عبر شبكات التواصل «التي أكلت الجو»، وما نريده أن يتشكل المجلس الجديد من كافة طبقات شرائح العمل المهني لتلبية متطلباتنا، وعادة تتميز جمعيات الصحافيين بالتنافس والإثارة والجدل، عند مناقشة التقارير الخاصة بها، ومن خلال التجارب القريبة لبعض الدول الشقيقة، مثل مصر والكويت، نرى صراعاً قوياً وعنيفاً يحدث في عمومياتها، وما يهمنا اليوم، هو أن نختار الأعضاء المناسبين، الذين يتولون المسؤولية في المرحلة المقبلة، ولا أخفيكم، أنه طلب مني عدد من الزملاء الأعزاء المرشحين لعضوية المجلس، الترشح، إلا أنني شكرتهم على الثقة، واعتذرت، متمنياً النجاح للجميع.

وعمومية الصحافيين، ستركز على دور الصحافيين العاملين في المؤسسات الصحافية، التي تصدر بالورق، وأقدم لكم تقريراً قرأته قبل مدة، نظراً لأهميته، أقتبس جزءاً منه، لمكانة الصحافة الورقية، فتعالوا معي إلى أبرز نقاط هذه الدراسة الإنجليزية، التي جاء فيها، أن هناك فكرة سائدة بين المختصين وعامة الناس، تقول إن الإعلام الورقي أصبح جزءاً من الماضي، وأن الإعلام الإلكتروني هو المستقبل، لكن دراسة جديدة، أجراها أستاذ الاتصالات في جامعة لندن، البروفيسور نيل ثورمان، تشير إلى أن الإعلام الورقي ليس مستعداً بعد للاستسلام للإعلام الإلكتروني، وتقول مجلة «بوليتيكو» الأميركية «إن بحث البروفيسور ثورمان، يشير إلى أن 88.5 % من إجمالي الوقت الذي يقضيه الناس في بريطانيا في قراءة 11 صحيفة وطنية (غارديان، تليغراف، تايمز، ميل، ميرور، وصحف أخرى)، يكون مكرساً لقراءة النسخ الورقية، حوالي 7.49 % من وقت القراءة يذهب إلى الهواتف الذكية، في حين يذهب 4 % فقط لأجهزة الكومبيوتر الشخصي»، وتبين الدراسة أن قراء صحيفة الغارديان يقضون 43 دقيقة في اليوم، في قراءة النسخة الورقية، و0.68 دقيقة في قراءة النسخة الإلكترونية.

أما قراء صحيفة «ذا ميل»، فإنهم يقضون 39 دقيقة على النسخة الورقية، مقابل دقيقتين في النسخة الإلكترونية، وهكذا بالنسبة لباقي الصحف.. ونبين في منطقتنا، أن غالبية القراء يركزون على قراءة الجريدة من الصفحات الأخيرة، قبل أن تتحول الرياضة إلى ملاحق رياضية يومية، كما نراها اليوم!

والوقت الذي يقضيه الناس في قراءة النسخ الورقية، لا يختلف كثيراً من بلد إلى بلد، وكذلك الأمر بالنسبة للوقت الذي يقضونه على الإنترنت، بقى أن نقول إن الصحافيين زمان، كانوا يجرون وراء الخبر، بينما اليوم، الخبر هو الذي يجري وراء الصحافي!!، حقيقة نعيشها ونعرف واقعها، وليت الزمان يعود، فما أحلاها مرحلة البدايات والحبر والورق، فهناك فارق زمني كبير بين الجيلين، فالميدان الصحافي متعة جميلة، لمن يشعر بقيمة ولذة المهنة ويعشقها، واليوم، التقنية الحديثة والتطور والتقدم الهائل الذي تشهده صحافة اليوم، تتطلب تغييراً جذرياً في الفكر والعمل!!، ونقول «الميدان يا حميدان.. لمن يريد الجلوس على الكرسي»!!.. والله من وراء القصد.

Email