دبلوماسية الرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرياضة رسالة سامية، وهذه حقيقة يجب أن يرسخها الرياضيون فيما بينهم، ولقد استطاعت الرياضة تحقيق أهداف سامية، عجزت عن تحقيقها السياسة بكل ثقلها، وكذلك تحقيق السلم بين الدول المتخاصمة والمتنازعة، وهناك أمثلة عدة وكثيرة لا يمكن نسيانها بسهولة، فقد ظلت راسخة في الأذهان لتأكيد حسن النوايا، وهكذا هي الرياضة تلعب أدواراً إيجابية تستطيع التغلب على كل العقبات، وترفع الأعلام في البلدان في قلب العواصم بشكل لائق، وعلى صعيد اللاعبين، الجميع يتذكر قصة اللاعب الأرجنتيني أرديلس الذي أصبح أحد أشهر المدربين الأرجنتينيين بإنجلترا برغم الأزمة السياسية على جزر فوكلاند بين إنجلترا والأرجنتين، فقد ساهم وجود النجم اللاعب في تخفيف حدة التوترات بين البلدين.

وبالمقابل تسببت الرياضة بحرب شهيرة بين السلفادور وهندوراس، ولكن التقيا مرتين في تصفيات كأس العالم عام 69 المؤهلة لنهائيات المكسيك عام 70، وقد راح العديد من الضحايا الذين يقدرون بأكثر من ألف ضحية بسبب مباراة كرة قدم وظلت المشكلة قائمة واستمرت الحرب المجنونة ثلاثة أيام!!

الرياضة تلعب دوراً رئيسياً في تقارب الشعوب والأمم، ولهذا نجد أن القيادات السياسية في كل الأوطان تركز على هذه الناحية، لأنها ذات تأثير خطير، ولابد من وضع السياسة الحكيمة لكي تنفذ الدول برامجها للشباب من هذا المنظور الاستراتيجي، الذي تبني عليه الدول مشاريعها المستقبلية، بتعظيم أهمية دور الشباب والرياضة، وبالتالي تأثير ذلك على مكونات المجتمع بمختلف الجوانب، وهذا في ذاته علم آخر يدرس في جامعة الحياة.

السياسة والرياضة وجهان لعملة واحدة، إلا أن الرياضيين عادة ما يسجلون أهدافاً في مرمى السياسة، وهذا ما تميزت به اللقاءات الرياضية، وعلى الرغم من الحساسية إلا أن البيت الرياضي سيكون قوياً وفاعلاً من خلال ما حدث من تطور تاريخي في العلاقات بين الدول.

فقد وصلت كيم يو جونغ شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى كوريا الجنوبية أمس، حيث تناقلت وكالات الأنباء هذا الخبر بشكل عاجل للمشاركة في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ، لتصبح بذلك أول فرد في الأسرة الحاكمة يزور الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية في 1953.

وصافحت كيم يو جونغ الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، وكان مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ «جَد» كيم، آخر فرد من الأسرة الحاكمة الكورية الشمالية يصل إلى سيئول بعد أن سقطت بأيدي قواته في 1950.

وكان الارتياح بادياً على شقيقة الزعيم الكوري الشمالي وتوجت هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام التقارب الذي سهلته الألعاب الأولمبية بين البلدين، بعد سنتين من التوتر الحاد بسبب برامج الشمال النووية.

أقول شكراً للرياضة التي تواصل تسجيل أهدافها وتساهم في إصلاح ما قد تفسده السياسة.. والله من وراء القصد

Email