جمعة الحسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم هو اليوم الموعود، يوم ختام خليجي 23 لكرة القدم، بعد أيام جميلة قضاها شباب المنطقة في دار بوناصر. الأنظار تتجه إلى أرض النهار، حيث الجميع يستعد للذهاب إلى استاد جابر الدولي لمعرفة بطل اللقاء الفاصل والنادر الذي يجمع منتخبنا الوطني مع منتخب عمان الشقيق، في مباراة وصفت بأنها جاءت منطقية ومنصفة تماماً بين فريقين استحقا اللعب في نهائي البطولة.

فمنتخبنا يعتمد على الفن والهندسة، والعمانيون يعتمدون على الخبرة، ومع ذلك نقول إن دورات الخليج ليس بها مقاييس معينة، هذا ما عودتنا عليه، وهو نجاح فني آخر يضاف إلى نجاحات خليجي 23، وبتألق المنتخبين الآن صعدا بجدارة إلى أمسية التتويج في ليلة ليست ككل الليالي، ويالها من ليلة يتوج فيها البطل المنتظر.. وكل الأنظار تتجه لأرض الصداقة والسلامة.

نهنئ أنفسنا ونهنئ منتخب السلطنة الشقيق بالتأهل للنهائي الحلم، بعد أن أثبتا أنهما الأفضل فنياً والأجدر بالصعود لنهائي الأحلام والسحاب. إبعاد الفرق الأبطال صاحبة التاريخ، يدفع المنتخبين للتطلع بقوة لاحتضان الكأس الغالية.

صعود منتخبنا الأبيض والعماني لثاني مرة للعب في نهائي أم الدورات وأكثرها إثارة فنياً وجماهيرياً وإعلامياً، جاء بعد تألق منتخبنا أمام العراق صاحب الإنجازات الكروية الجميلة الخليجية التي مر بها، وصاحب التجارب الغنية، ولكن هذه المرة خرج حزيناً بسبب ضربة جزاء من اللاعب (الجديد) سارق الفرحة الذي فرض نفسه بقوة على اللاعبين بهدف الذي حسم ركلات الترجيح، محمد المنهالي الذي لعب في مركز الظهير لأول مرة في بطولات كأس الخليج كان نجماً صاعداً، واستطاع مدربنا الإيطالي الذي تعامل مع نصف النهائي بصورة ذكية للغاية وبدهاء تكتيكي، هزيمة أفضل منتخب في الدورة صاحب أعلى رصيد من الأهداف.

«زاكيروني» ذاكر جيداً، وجعل منتخبنا يسعد الجماهير والشعب، وسيكتب سيناريو لكتاب جديد للكرة الإماراتية تبقت صفحته الأخيرة، وسنعرف عنوانه مساء اليوم، جمعة الحسم والبطولة، في ختام العرس الكروي الذي تنتظره كل الجماهير التي نعتبرها النجم الأول للدورة.

اللعب في النهائي أمام الأشقاء سيزيد قوة الختام وحلاوته من أجل التنافس الشريف بين المنتخبين المتطورين، فلا غالب ولا مغلوب، ونعتبر الصعود بمثابة إنجاز للمنتخب الوطني الذي يقوده مدرب جديد، ناسياً الإخفاق في تصفيات مونديال روسيا. حان الآن الوقت المناسب من خلال الخطوة الباقية والأهم للحصول على المركز الأول، فبغيره لن نقبل، لكي نعيد البسمة والمكانة التي وصل إليها منتخبنا الحالي.. أقول لإخواني اللاعبين ستدخلون التاريخ من أوسع أبوابه بسبب الدعم اللامحدود الذي تجدونه من قياداتنا السياسية.

ومن اهتمام وعناية ومتابعة خاصة من أعلى المستويات، فاستثمروا ذلك الاهتمام جيداً، لأنه سيعكس تطور اللعبة وغيرها من الرياضات الأخرى، الرسالة وصلت وعليكم الدور في الملعب، رجال كما عرفناكم.. فنحن واثقون منكم خاصة أن الغالبية يلعبون أول مرة في تاريخ دورات الخليج.

العزيمة والروح وسلاح الجمهور يقف في صفكم مقدرين تحملكم المسؤولية لتحقيق الحلم يجول بخاطر كل فرد من أفراد الوطن الذين وصلوا عبر الطائرات المخصصة للجماهير، بجانب أبناء الوطن الموجودين في كل شبر من أرض الكويت.. والله من وراء القصد.

Email