في مهب الريح!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلمني أحد الزملاء الإعلاميين، في قضية تتعلق بأحد أصدقائه من جنسية الزميل المتصل، والحكاية تبدأ بأنه منذ سنوات عدة، وتحديداً منذ سنتين، عرض عليه أحد الأندية الكبيرة، فرصة لابنه للانضمام واللعب مع فرق الناشئين لكرة القدم، بعقد مدته خمس سنوات، لم يمض عليها سوى عامين فقط، وبراتب شهري، ومع توفير كل الالتزامات الأخرى.

ومع التغيير المفاجئ، الذي طرأ على تشكيل مجلس الإدارة بالكامل، ولم يكن على البال، أصبح الرجل في وضع مأساوي ومحزن، حيث فقد ابنه الموهوب كروياً، فرصة اللعب في أوروبا، وأن يلعب هناك، حيث تربى ونشأ لاعباً موهوباً ورثها من والده، الذي كان أحد نجوم بلاده كروياً، ومعها أصبح صديقي في موقف لا يحسد عليه.

حيث تهدد مستقبل ابنه الدراسي والرياضي معاً، بعد أن طلبت منه الإدارة الجديدة، أن يلغي العقد بالتراضي، ويستلم مستحقات خمسة أشهر، و«صعق» الرجل الطيب، لأنه دخل في بعض الالتزامات، التي قد تؤدي به إلى مراكز الشرطة، وطلب منه أن ينسى بقية المدة المتبقية، من عقد ابنه مع النادي، واصبح الرجل محتاراً، يطرق كل الأبواب، حتى يجد حلاً لأزمته الإنسانية !!.

وهذه المشكلة في رأيي، لن تكون الأولى، وليست الأخيرة، في ظل اللامبالاة، والتخبط الذي تشهده بعض الأندية، التي «ورطت ناساً»، وأدخلتهم في متاهات، لا أول لها ولا آخر، بسبب الفوضى التي صاحبت أداء هذه المجالس، التي عملت بروح «الفردية»، ورفعت شعار «نادينا بكيفنا»!.

والموسم الكروي أصبح على مشارف نهايته، وما زالت بعض الأندية، تدور في فلك الديون، وإذا لم يحسم هذا الأمر، فمن المتوقع أن يتفاقم الوضع، بسبب الصرف بلا تخطيط، بجانب أن مستحقات اللاعبين المحترفين والمواطنين، لم تدفع للكثيرين منهم، وأن ذلك الأمر هو من أوصل بعض الأندية أو أغلبها إلى ما هي عليه الآن، وما نعيشه من هذا الوضع السيئ، يتطلب أن تتدخل الجهات المعنية.

وتفك أزمات كثيرة، تتعرض لها بعض الأسر، بسبب تصرفات غير مسؤولة، وما حدث ويحدث، نعتبره درساً للجميع، ونفكر ألف مرة قبل أية خطوة تعاقدية، قد تضر بنا، بعد أن وصل بنا الحال إلى أوضاع يرثى لها.

نعم، هناك أخطاء فردية واضحة، هي من تتسبب في الضائقة المالية لمعظم الأندية، كونها تتصرف وكأن المال تحت اليد، وقابل للصرف دون حساب أو مراجعة، وبعد هذه التجربة المريرة، التي تعاني منها الكثير من الأندية.

وأوصلت بعضها إلى «الإفلاس»، من دون إعلان ذلك، كون ذلك تترتب عليه الكثير من الأشياء، من أهمها، أن النادي ككيان، سوف ينتهي أو يزول من خريطة الرياضة، وهو أمر صعب جداً، وأن ما حصل وما تعيشه بعض الأندية، سيكون أمام أنظار الجميع، ونتمنى أن لا تتكرر الأخطاء.

وننهي كل الأزمات على خير، قبل أن يلجأ المتضرر إلى المحاكم و«الفيفا»، وندخل في أمور معقدة، نحن في غنى عنها، وبالتالي لا بد من الرقابة عبر لجنة النزاهة المالية، لتقوم بدورها، في رصد حركة صرف أموال الأندية، واتجاهاتها، للحفاظ على الأندية من الانزلاق!! والله من وراء القصد.

Email