الأهلي.. جدير بالتوثيق

ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶيسعدني أن أوجه الدعوة إلى كل الأحبة لحضور حفل تدشين إصداري الجديد عن تاريخ النادي الأهلي مساء اليوم في مبنى السعادة بالقلعة الحمراء، وتحديداً بعد صلاة المغرب، آملاً أن ينال هذا الإصدار رضا الجميع، والذي يأتي، من منطلق إيماني بأهمية التوثيق، في مسيرتي المهنية، فالارتباط بالفرق الرياضية والانتماء لها أمر مباح للجميع، ولا غضاضة فيه، لأننا بشر، لدينا عواطفنا ومشاعرنا الخاصة، التي تتيح لنا أن نحب ونكره، ونفرح ونحزن، حسب معطيات الواقع، ومقتضيات الأمر، وعندما فكرت بإصدار هذه الموسوعة التوثيقية، عن مسيرة أحد أكبر أنديتنا الرياضية، كان ذلك لإيماني أن التوثيق له أهمية كبيرة، تتمثل في إثراء المكتبة الرياضية، في دولتنا الحبيبة، فعزمت على أن أضع بين يدي القارئ الكريم، هذا الجهد المتواضع، المستمد من علاقتي الطويلة بالنادي الأهلي، التي امتدت لأكثر من أربعين عاماً، شهد خلالها النادي تحولات مهمة وتاريخية، عبر تعاقب الأجيال، التي تركت بصماتها في التاريخ الأهلاوي، من إداريين ولاعبين، وكل مَنْ ارتبط بعلاقة ما بهذا الصرح الشامخ، الضارب في جذور التاريخ، وهذا في حد ذاته، تأكيد لريادة كرة القدم في بلادنا الغالية؛ فالسعادة تغمرني وأنا أرى هذا الجهد يرى النور بعد فترة تصل إلى أكثر من سنة، والفكرة بدأت منذ أيام «خليجي البحرين»، ويومها فاز منتخبنا ببطولتها للمرة الثانية.

Ⅶ والنادي الأهلي حفظ بين جدرانه تاريخنا الاجتماعي والثقافي، ووثّق لسيرة رجال أفذاذ، ورموز كبار، وشخصيات استثنائية عصامية ورائدة، في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، خدمت الوطن بإخلاص وتفانٍ، وقدمت له عصارة جهودها وأفكارها، فأنتجت أعمالاً جليلة، ونجاحات بارزة، وتركت بصمات خالدة، بعد مسيرة عملية ناجحة بكل المقاييس، كان حصادها بطولات وإنجازات، وخلاصتها فكراً مستنيراً، وعمقاً ثقافياً، ومخزوناً معرفياً، ورؤية شمولية، حظيت بثقة كبار المسؤولين.

Ⅶ وبعد هذه التجربة الناجحة، والمسيرة الرائعة لأحد أهم وأبرز أندية المنطقة، وجدت من الأهمية بمكان تسجيل هذه اللحظات، في هذا الكتاب، فقد استحق النادي الأهلي أن نوثّق لمسيرته، لنحكي عن أجمل الذكريات، ونستعيد أروع المناسبات المتوهجة في ذاكرة الزمان والمكان، ونبحث في أعماقها عن تفاصيل رائعة، تتعلق بمشوار الإنجازات، وملحمة البطولات، في أرجاء نادٍ عريقٍ، والإصدار الوثائقي العاشر، بعد سلسلة من الإصدارات السابقة، أخذت على عاتقي هذه المسؤولية التي أعتز بها، وهي مهمة وطنية - كما أعتبرها ــ،حيث لا يزال التوثيق في المجال الرياضي أحد المشاريع التي تفتقر إليها رياضتنا؛ فالنادي الأهلي هو قلعة الكؤوس والبطولات، كما أراد له رجاله، الذين خططوا لهذا، منذ بداياته الأولى، ليكون رمزاً للفخر والمجد والعزة.

Ⅶ أخيراً.. أصحبكم في هذا الكتاب في رحلة، نتنقل فيها عبر موانئ الذكريات الجميلة، التي عاشها أبناء الوطن، وكنت شاهداً على بعض أجزائها، ووقفت على سر جمالها، وأردت أن أشارككم انطباعات هذه الرحلة، وأهم معالمها، ويسرني أن أهدي إليكم وللأجيال القادمة هذه الصفحات الناصعة من تاريخ رياضة الإمارات، وأسأل الله أن ينير لنا الدرب، وأن يبارك لنا فيما أعطانا، إنه سميع مجيب، والحمد لله أولاً وأخيراً.

Email