البطل الأسطورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

■ حصد الرامي الكويتي فهيد الديحاني أول ذهبية في تاريخ الكويت، في منافسات دبل تراب، بأولمبياد ريو دي جنيرو تحت العلم الأولمبي، وهي الميدالية الثانية للعرب في هذه الفئة من المنافسات، بعد ذهبية الشيخ أحمد بن حشر قبل 12 عاماً باليونان، وبرغم الفوز التاريخي إلا أن بطلنا العربي بدا حزيناً بعد تتويجه بالميدالية الذهبية، لغياب علم بلاده عن منصة التتويج ورفع العلم الأولمبي بدلا من علم الكويت، نظراً للإيقاف الذي تتعرّض له من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، بينما بقية زملائه المتوّجين في المركزين الثاني والثالث رفع علما بلديهما وهنا تكمن الغصة!

■ ونعتقد أن هذه القضية الخطيرة أصبحت حديث العالم، ولا بد أن نرى لها حلاً، وهذه دعوة للأشقاء الذين نحبهم؛ فقد أرسل لي الشيخ طلال الفهد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية رسالة بعد حصولنا على البرونزية (مبروكين وإنشاء الله الخير جدام سلامي وتهنئتي للجميع)، وبعد الإنجاز الكويتي أبرق لي برسالة أخرى (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات).

كما ترك هذا الموقف انطباعاً سيئاً وغصة في قلوبنا نأمل أن تكون هذه الميدالية بداية لفتح صفحة جديدة، يتغلب فيها الأشقاء على خلافاتهم والصراعات الشخصية التي أطاحت للأسف بالرياضة الكويتية العريقة والأقدم في المنطقة، والتي كانت يوماً مثالاً لنا جميعاً في مختلف المجالات وخاصة الرياضية، فما نراه الآن شيء يدعو إلى الحزن الشديد!

■ فهيد الديحاني يصغرني بسبع سنوات؛ فهو من مواليد 1966، وشاهدته أول مرة في مركز الدورة الأولمبي بسدني، عندما ظهرت موهبته وقدراته الهائلة، فهو نجم عالمي ونعتبره أسطورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أخلاقياً وفنياً؛ فالبطل مهذب ومتواضع بدرجة كبيرة، يحترم منافسيه ويقدر رياضته بالتضحية؛ فهو باختصار مثال للبطل الأولمبي، حصل على الميدالية البرونزية لرجال الحفرة المزدوجة في آخر دورات الألعاب الأولمبية التي شاركت في تغطيتها صحفياً عام 2000.

وكانت هي الميدالية الأولى للكويت في تاريخ مشاركتها بالأولمبياد، ونظراً لدوره وإنجازاته التي نفتخر بها، منحه أمير الكويت، حفظه الله، (وسام الكويت ذا الرصيعة من الطبقة الأولى) قبل أربع سنوات، فرحتنا جميعاً لم تكتمل لأنه وقف على منصة التتويج تحت العلم الأولمبي وليس العلم الكويتي، والحسرة في عينيه بسبب الإيقاف المفروض على بلاده، بسبب تعارض القوانين الرياضية المحلية مع الميثاق الأولمبي، ولوائح الاتحادات الرياضية الدولية، فدفع ثمن العناد بين الأطراف المتنازعة وإصرار كل منهما على عدم الاستجابة للآخر!

■ وبعيداً عن فرحتنا بفهيد تتجه الأنظار في الخامسة والنصف مساءً بتوقيتنا، صوب مركز الرماية الأولمبي لمتابعة أبطالنا في مسابقة رماية الاسكيت، ضمن منافسات الرماية، حيث يشارك نجما الإمارات الشيخ سعيد بن مكتوم وسيف بن فطيس، حيث تستمر المنافسات لمدة يومين، ويشهد اليوم الأول تصفيات الدور التمهيدي، على أن تستكمل غداً بقية المنافسات.

وتتعلق الآمال بتحقيق الرماية لميدالية أولمبية جديدة ترفع رصيدنا في المشاركات الأولمبية التسع منذ لوس أنجليس عام 84 إلى 3 ميداليات ملونة بعد الميدالية البرونزية. وقد توالت الميداليات العربية؛ حيث فازت سارة سمير ومحمد إيهاب من مصر ببرونزيتين في رفع الأثقال، وبرونزية التونسية ايناس البوبكري في المبارزة، ليحصد العرب أول أمس 4 ميداليات في يوم واحد، وصباح الخير يا عرب.. والله من وراء القصد.

Email