زايد الخير أنار لنا الطريق

ت + ت - الحجم الطبيعي

مواقف كثيرة تظل خالدة في الذاكرة ارتبط بها اسم حكيم العرب المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في كل مناحي الحياة في الإمارات وغير الإمارات، فقد عُرف دوماً بحكمته ورؤاه الثاقبة، وإن كانت تلك المواقف تشهد بما قدمه «زايد الخير» في المجالات المختلفة، فإن المجال الرياضي هو الآخر يذخر بحكمته قائداً أنار الطريق للرياضة الإماراتية بدعمه غير المحدود، وتوجيهاته في التغلب على الصعاب، وشهدت الرياضة في عهده نقلات نوعية ونقاط تحول كثيرة، ليس في الإمارات وحدها، بل في الوطن العربي الممتد، قناعة منه بدور الشباب المهم في الحياة الاجتماعية وترسيخاً للأخلاق الرياضة العالية

ففي عهده تحولت رياضة الإمارات في وقت وجيز للمنافسة في أكبر الأحداث العالمية، وأصبح للإمارات مكانتها واسمها المرموق الذي يناسب الحكمة التي تدار بها الدولة، التطور والنقلة النوعية لم ينحصر فقط في التنافس داخل الملاعب، بل هي نقلة نوعية أسس فيها الشيخ زايد للبنى التحتية وتشييد المنشآت الضخمة، ومساندته ودعمه للرياضيين، شملت كل الوطن العربي، ففي عهده كانت الدورات العربية ملحمة من ملاحم الوحدة العربية وترجمة صادقة للقومية العربية، فما تأتي دورة عربية، إلا ويكون الشيخ زايد مبادراً في تقديم كل ما يوفر لها النجاح فكراً ودعماً وتشجيعاً.

كثيرة تلك المواقف التي ربطت الشيخ زايد بالرياضة عموماً، فتاريخ الرياضة سجل بأحرف من نور كيف نهض الشيخ زايد بالرياضة الإماراتية، وأوجد لها مكاناً عالمياً سواء على المستوى الفني أو تنظيم واستضافة كبرى الفعاليات، وكانت تلك النهضة الرياضية بذرة انطلقت منها الإمارات لآفاق أرحب.

اهتمام الشيخ زايد بالرياضة بدأ مبكراً، واستمر بشكل يتسق مع حركة التطور التي انتظمت بالدولة، فما كرسه المغفور له من نهج ورؤى تجعل من ذكراه مناسبة عزيزة علينا، ونخص هنا الجانب الرياضي، جعلت الإمارات مضرباً بهياً للأمثال بين الشعوب، ستبقى ذكراه العطرة مرآة تعكس لنا قصة كفاح سطرتها أيادٍ حفرت لاسم الإمارات مكاناً ومكانة، ومع قيام الدولة حرص، رحمه الله، على الاهتمام بالإنسان، حيث كان يعتبره الثروة الحقيقية لهذا الوطن، بما يؤكد إيمانه العميق بأهمية مشاركة أبناء الوطن الواحد اهتماماتهم خاصة الحركة الرياضية، باعتبارها من القطاعات المهمة في مسيرة التنمية، لذا أعطى الشباب كل الدعم من منطلق قوله دائماً «إنني أؤمن بالشباب ولابد من أن يتولى المسؤولية الشباب المثقفون من أبناء البلاد، فالشباب المثقفون المتحمسون والمؤمنون بوطنهم قادرون على استيعاب كل جديد».

ولهذا تغيرت معالم الشباب والرياضة في ظل رعاية زايد لأبنائه، عبر إنشاء أحدث الملاعب الرياضية وزيادة مساحتها، فأصبحت منشآتنا الرياضية مفخرة، ويكفي أن مدينة زايد الرياضية هي واحدة من مكارم القائد لأبنائه الرياضيين، فهو لم يكن رئيساً للدولة فقط، وإنما كان الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والقائد والمعلم، حيث تخرج في مدرسته الآلاف من شباب الدولة، الذين أصبحوا اليوم البذرة الحقيقية لدفع مسيرة العمل الاتحادي، لبناء حياة سعيدة ومستقبل أفضل لشعب الإمارات.

وقد ظل يهتم بالشباب لأنهم ثروة هذا الوطن، فأوجد لهم كل الإمكانات من أجل إبراز المواهب والقدرات، فاهتم بقطاع الشباب والرياضة قبل أن يتولى رئاسة الدولة، فعندما كان حاكماً لإمارة أبوظبي، كان يستقبل الوفود وممثلي الأندية الرياضية، بل ويشهد بنفسه المباريات ويقدم لهم الدعم السخي من أجل ممارسة الرياضة، فأصبحت قطاعات الشباب والرياضة من أولويات اهتماماته.. والله من وراء القصد

Email