الإمارات وريو دي جانيرو (3)

ت + ت - الحجم الطبيعي

في دورة أتلانتا ضم الوفد الصحافي كاتب هذه السطور للمرة الثانية على التوالي، والزميل المعلق الكروي علي سعيد الكعبي، وشهدت تلك الدورة تنافساً قوياً بين محطات التلفزة وكانت نقطة البداية لبدء عملية الحصر والتشفير.

ومع تحول اللجنة الأولمبية الدولية إلى تقنين عدد المشاركين بعد أولمبياد أتلانتا، فإن عدد لاعبينا قل بسبب عدم قدرة معظم الألعاب على تحقيق معايير التأهل، وظهر ذلك بوضوح في أولمبياد سيدني 2000 حيث تقلص العدد من 15 لاعباً كما حصل في برشلونة، إلى أربعة لاعبين فقط بواقع لاعبين في الرماية، ولاعب واحد في كل من السباحة وألعاب القوى، كما تقلصت المشاركة في عدد الألعاب إلى ثلاث بعد أن كانت خمس ألعاب في أتلانتا.

■وفي سيدني أيضا كان لي شرف التواجد للمرة الثالثة بجانب الزميل محمد عيسى، وفي هذه الدورة تعرضت لوعكة صحية قبل السفر بشهر كادت تبعدني لولا عناية الله، ووجدت الدعم من الرفقاء في المهنة، ولا أنسى وقفتهم الطيبة معي ولا يمكن أن أنساها مدى العمر، لأنها كشفت لي الصديق وقت الضيق، والأصدقاء كثر جزاهم الله خيرا والذين شجعوني بالسفر بدون خوف وقلق،...

وهناك حرصنا على أن تصل الرسالة اليومية للجريدة في العاشرة صباحاً حيث ساعدني فارق التوقيت، وكان الزملاء بالقسم الرياضي يفرحون عندما يرون صفحة كاملة عن وفد الدولة في وقت مكبر، فقد تعلمت مهنياً الكثير في كيفية المعالجة للمواقف الصعبة، وكانت واحدة من أجمل تجاربي الصحفية التي أعتز بها كثيراً..

■منذ إشهار الحركة الأولمبية قبل 36 عاماً، كان كل التخطيط أن نحتفل في هذا الحدث الكبير، والدولة حريصة كل الحرص على دعم المؤسسة الأهلية التي تعتبر مستقلة، وتمثل هرم الرياضة، لكي تحقق الأهداف الأولمبية، وهي رسالة سامية منبعها اللجنة الأولمبية التي تنص في مواثيقها على أهمية ترسيخ القيم والمثل الأولمبية النبيلة في نفوس الممارسين للرياضة..

ومن هذا المنطلق حرصت الإمارات على التواجد في الدورات الأولمبية، لرفع اسم علمنا عالياً في مثل هذه التظاهرات الكبرى، وقد أسعدتنا تصريحات رياضيينا التي نشرت بالأمس عبر الصحف، حيث أبدى الجميع رغبته الشديدة في تحقيق النتائج المشرفة بعد أن وصلوا إلى قمة العطاء والنضج الفني والبدني، من خلال التحضيرات المبكرة والاستعداد الكبير لدورة ريودي جانيرو.

ولولا دعم القيادة والعطاء غير المحدود لأبناء الوطن الغالي الذين حققوا إنجازات رياضية سجلت للوطن، وكان لها أكبر الأثر في إنجاح مهمة أبنائنا من خلال تسخير كافة الإمكانيات اللازمة لنجاح رياضيينا الأبطال، ونتمنى أن يسعدنا الأبطال في بلاد السامبا التي دخلت الساعات الأخيرة من انطلاقة الحدث الأهم على وجه الكرة الأرضية.

■غداً تتجه الأنظار إلى البن البرازيلي، السياسيون قبل الرياضيون، فهذه الدورة بدأت أمنياً (مولعة) قبل أن تبدأ الفعاليات حيث تشير الأنباء عن حدث غير عادي بسبب التحضيرات الكبيرة التي بذلتها الحكومة البرازيلية قبل عدة سنوات، وصرفت الكثير من أجل أن تخرج بلاد عرفناها بكرة القدم قوتها..

وتؤكد للعالم بأنها تتحدى برغم ظروفها الصعبة، ولم يعد يفصلنا عن الأولمبياد سوى 24 ساعة أصبحت تحمل لنا من الذكريات الجميلة التي لا تنسى، والأمل يحدونا لتحقيق حلم ثانٍ في تكرار إنجاز أثينا، ومشاهدة علم الوطن يرفرف خفاقاً في سماء الأولمبياد، وهو الهدف الذي يسعى الجميع دون استثناء لمشاهدته، خاصة أن مشاركتنا الحالية تعد الأفضل من ناحية النوعية.. والله من وراء القصد.

Email