الإمارات وريو دي جانيرو (2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت بعثتنا المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو بالاكتمال، بعد وصول المزيد من الرياضيين، وشدد البعض منهم على أن حلمهم وهدفهم الكبير هو نيل ميدالية، ورفع علم الدولة في أكبر محفل رياضي، وتملك بعثتنا آمالنا وهي ظاهرة طبيعية لكل رياضي يتمنى أن يحقق هذه الحلم، وكما تابعنا فإن أحلامنا كبيرة بإذن الله بنيل ميدالية على الأقل في لعبتي الجودو والرماية.

وانتظم وفدنا الأولمبي الرياضي في القرية الأولمبية، قبل 3 أيام من انطلاقة منافسات دورة الألعاب الأولمبية التي تنطلق الجمعة، فالتواجد في مثل هذه القرية يمثل التحدي الحقيقي لكل رياضي عليه أن يشرف بلده من خلال الاحتكاك وتبادل الخبرات بين الرياضيين في محفل تاريخي.

ومشاركتنا هذه هي التاسعة في الدورات الأولمبية، التي بدأت أول مشاركة فيها في لوس أنجليس 1984، ولم يعد يفصلنا عن الأولمبياد الذي ينطلق سوى لحظات هامة، وسط ظروف أمنية بالغة، ورغم قصر عمر فترة الحضور الإماراتي في الألعاب الأولمبية، إلا أنها أصبحت تحمل مضامين عالية بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه الرامي الذهبي الشيخ أحمد بن حشر، بفوزه بذهبية "الدبل تراب" والذي فتح قلبه لنا في حوار قبل الانطلاقة، ووضع يده على الجرح الذي تعاني منه الرياضة عامة، فيحدونا الأمل في تكرار إنجاز أثينا ومشاهدة علمنا يرفرف خفاقاً في سماء الأولمبياد، وهو الهدف الذي يسعى الجميع دون استثناء لتحقيقه، خاصة أن مشاركتنا الحالية تعد الأفضل من ناحية النوعية، على اعتبار أنها المرة الأولى التي نشارك فيها دون الاعتماد الكامل على بطاقات الدعوة، ونذهب بلاعبين انتزعوا عن جداره بطاقة التأهل، وهذا مؤشر طيب.

من الناحية التاريخية، بدأت رحلة الإمارات في الدورات الأولمبية متأخرة نسبياً وانطلقت من أولمبياد لوس أنجليس، الذي يعد أول حضور لنا في الأولمبياد، وذلك في سنة 1984، على الرغم من أن الحركة الرياضية في الدولة قد أخذت شكلها الرسمي منذ بداية فترة السبعينيات مع قيام الدولة.

وجاء تواجدنا بثمانية لاعبين في لعبة واحدة هي الألعاب القوى، وقد كان الوفد الإداري برئاسة أحمد الفردان، الله يذكره بالخير، وضمت سالم عبيد، ونقدم له خالص العزاء في وفاة نجله محمد، رحمه الله، قبل أيام، وكان من بين الإداريين عبيد المجر وعبد الله إبراهيم إعلامياً، وضم الوفد الرياضي علي المالود وإبراهيم عزيز وخميس الجربي وسلطان المرزوقي وشداد سعيد ومبارك إسماعيل ومحمد عبد الله وهلال محمد.

وفي المشاركة الثانية في سول ارتفع العدد إلى 12 رياضياً، وفي دورة برشلونة سجلنا الرقم القياسي في عدد الرياضيين، حيث مثلنا 15 رياضياً في ثلاثة ألعاب، هي ألعاب القوى والسباحة والدراجات، وفي أتلانتا سجلت الإمارات العدد القياسي في عدد الألعاب، التي بلغت خمس ألعاب هي ألعاب القوى والسباحة والرماية والدراجات والبولينغ، ومعها كانت بدايتي الصحفية مع تجربة الأولمبياد.

ومع تحول اللجنة الأولمبية الدولية إلى تقنين عدد المشاركين بعد أولمبياد أتلانتا، فإن عدد لاعبينا قل بسبب عدم قدرة معظم الألعاب على تحقيق معايير التأهل، وظهر ذلك بوضوح في أولمبياد سيدني في سنة 2000، آخر دورة شاركت فيها صحفياً، حيث تقلص العدد؛ فقد وصلت مشاركتنا الأولمبية إلى قمة النجاح في أثينا، بحصول الشيخ أحمد بن حشر على ذهبيته التاريخية، فيتجدد الموعد من جديد الآن؛ فهل لنا من ذهب برازيلي؟ قولوا يا رب. والله من وراء القصد.

Email