كانت أيام(09-30)

قاسم سلطان.. ربع قرن في رئاسة الأهلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة، فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. «كانت أيام»، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية، فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة.

وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا.. فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله. من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار «كي لا يضيع تاريخنا الرياضي». راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

 

اليوم نتوقف عند شخصية أهلاوية هو قاسم سلطان البنا، الذي تولى رئاسة مجلس إدارة النادي أكثر من ربع قرن، وعمل من أجل أن يتبوأ النادي مركزاً عالياً بين فرق الدولة. وبرغم ابتعاده عن المجلس منذ عشر سنوات إلا أنه بشكل يومي في النادي الأهلي، لم ينقطع عن النادي، فالاهلاوية يشكلون لوحة جميلة تعني الوفاء الذي يلتزمه محبو الفرسان وبوصلاح وغيره من زملائه القدامى كانت الأسباب تربطهم به طوال هذه المدة الطويلة بغض النظر عن النتائج أو البطولات، ويبقى قاسم الأخ الأكبر للاهلاوية.

كلمة حق نقولها في قاسم، أنه كان له دور كبير في تدعيم الحركة الرياضية من واقع إدارته لبلدية دبي على مدى الفترة الطويلة الماضية هي حصيلة عمله وخدمته لوطنه ومجتمعه، فقد لعبت البلدية دورها الذي انعكس على القطاع الشبابي والرياضي والاجتماعي، ويكفي أنه أحد خيرة الخبرات الإدارية الرياضية التي نعتز بها. عمل مخلصاً وبذل الجهد والعطاء، فكان هذا التقدير وسط حشد من أفراد صفوة المجتمع. وبالطبع لا أحد ينسى جهوده عبر السنين الطويلة التي قدم فيها كل الدعم والتواصل محلياً وعربياً، وأصبح رمزاً من رموز الرياضة.

وهذه كلمة صدق نقولها في الرجل الوفي والأمين، ولولا إخلاصه وتفانيه لما وصل إلى هذه المرحلة العمرية من العطاء، فلا بد أن يذكر دوره في الحركة الرياضية من جميع الجهات الرياضية والشبابية على الفترة الذهبية التي عمل بها في تاريخ الرياضة الإماراتية.

ولا أحد ينكر دوره، حيث دخل في عضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة، وتولى أمانة السر العام، وعمل في أكثر من دورة خلال فترة تولي سمو الشيح سلطان بن زايد عام 76 وسمو الشيخ حمدان بن زايد عام 84 وكان عضواً أيضا من قبل في اتحاد الكرة خلال فترة رئاسة غانم غباش، ومن أبرز الإنجازات: هي الانضمام إلى عضوية الاتحاد العربي لكرة القدم في 1974، الانضمام إلى عضوية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في 1974.

تشكل الاتحاد برئاسة المرحوم غانم عبيد غباش، وضم المجلس في عضويته قاسم سلطان الذي مثلنا في اجتماعات اللجنة التأسيسية للاتحاد العربي لكرة القدم عام 73 بليبيا وضم المجلس: أحمد المدفع وأحمد الغروبتي وسيف سلطان، وبدأ بمشاركة منتخبنا الوطني في كأس الخليج 3 بالكويت، وبعد أن ترك مجلس إدارة الأهلي وجاء بعده محمد القرقاوي منح قاسم سلطان، بسبب تاريخ عمله الكبير مع الأهلي، مجلس إدارة النادي الذي تم تشكيله برئاسة محمد القرقاوي، الرئاسة الفخرية مدى الحياة، ولا يزال قاسم سلطان إلى الآن يعيش ويحيا في خدمة ناديه العريق، الذي شهد معه أجمل وأغلى لحظات الانتصارات في تاريخ "القلعة الحمراء"،

اتخذ المجلس في أول اجتماع له قرار تعيينه رئيساً فخرياً مدى الحياة تأكيداً على روح الأسرة الاهلاوية.

أهلاوي من الرعيل الأول عمل في الهيئات الرياضية الأهلية منها تولي أمانة سر اتحاد الكرة، وأيضا رئس اتحاد كرة السلة ولدورتين أولمبيتين تولى منصب النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية.

تولى قيادة إدارة النادي الأهلي على مدار تاريخه، أكثر من مجلس إدارة، ونجح البعض منها، وغاب التوفيق عن البعض الآخر، ولكن يبقى قاسم سلطان هو الرئيس التاريخي لمجلس إدارة «القلعة الحمراء»، بعد أن تولى دفة قيادة إدارة سفينة النادي من عام 1974 حتى 1985، ثم تولى رئاسة مجلس إدارة النادي مجدداً من عام 1987 حتى 2006، ونجح خلال سنوات رئاسته للنادي في تحقيق نقلة وطفرة كبيرة، مهدت طريق الاحتراف أمام الأهلي، قبل تطبيق النظام بسنوات طويلة على أرض الواقع.

بناء الفريق

قاد قاسم سلطان خلال فترتي رئاسته للإدارة الأهلاوية، الفرسان إلى تحقيق الكثير من الألقاب المهمة، ونجح في إعادة بناء الفريق عقب هبوطه إلى الدرجة الثانية موسم 1995-1996، وبدء العمل الجاد من نقطة الصفر، ليبني صرحاً عملاقاً مستقراً، ولديه قاعدة وفريق قوي، مستنداً إلى لاعبي المراحل السنية للأهلي، وكان من حصاد الأهلاوية كأس رئيس الدولة موسم 1995-1996، وكان يتولى تدريب الأهلي وقتها المدرب المصري محمد أبو العز.

كما توج الأهلي أيضاً بألقاب مهمة منها لقب الدوري العام موسم 2005–2006، وهي المرة الأخيرة التي يتوج فيها الفريق بلقب الدوري في عصر الهواية قبل الانتقال إلى الاحتراف، ووقتها كان يتولى تدريب الفريق المدرب الألماني هانز شايفر.

وقبلها فاز الفريق بكأس رئيس الدولة موسمي 2003-2004، وكان المدرب حينها الروماني إيلي بلاتشي، و2002–2001 تحت قيادة المدرب الكرواتي استريشكو.

الجدير بالذكر، أن ناصر بن عبدالله حسين لوتاه، ترأس تشكيل أول مجلس إدارة للنادي الأهلي، وتألف وقتها من أحمد عبد الرحمن كلنتر نائباً للرئيس، وضم المجلس قاسم سلطان وغانم غباش وراشد الكيتوب ومحمد البدور وعبدالله الأنصاري وإسماعيل علي البنا ومحمد إسماعيل وعلي خماس وأحمد عبدالله بوحسين، ومعهم جمعة غريب مبارك مديراً للكرة، وكاظم عبد الفتاح أميناً للصندوق، وإبراهيم بوحميد سكرتيراً.

Email