اختارني رئيساً!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶ لم نعرف مصطلح الإعلام الرياضي في منطقة الخليج والوطن العربي، إلا منذ فترة قليلة مضت، بعد أن ازدهرت الحركة الرياضية، وزادت رقعة نشاطها بسبب اهتمام الصحافة والتلفزيون والإذاعة أحياناً، بدور وأهمية الرياضة في المجتمعات الخليجية والعربية، فقد نظمت الإمارات لأول مرة ندوة عن الإعلام الرياضي، أثناء استضافتنا كأس الخليج العربي لكرة القدم السادسة عام 82..

وشارك فيها نخبة من الرياضيين الخليجيين الكبار، على رأسهم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، والدكتور عبد الله النويس، والاثنان كان لي شرف العمل معهما، الأول خلال ترأسه اللجنة الإعلامية للاتحاد العربي لكرة القدم، الذي يبدو أنه اختفى وأصبح في خبر كان، بعد أن كان شمعة مضيئة أيام الراحلين العزيزين فيصل بن فهد وعثمان السعد، ومنذ رحيلهما لم يعد للاتحاد العربي أي دور وفاعلية للأسف الشديد. وأما النويس فكان صحفياً وإعلامياً من الطراز النادر، عملت تحت مظلة رئاسته لتحرير صحيفة الاتحاد..

وهو الذي اختارني رئيساً للقسم الرياضي في جريدة الاتحاد عام 85، وكان موهوباً يتمتع بثقافة عالية، بل جريئاً، يملك من الثقافة وبعد النظر، فكان من خيرة من عملت معه، رجل يقدر العمل الصحفي، مهني بدرجة عالية. وقد ظل مصطلح الاعلام الرياضي يتواصل مع أيام المجلس الأعلى للشباب والرياضة..

ومنذ ذلك الوقت لم ننظم ندوة بمستوى تلك الدورات الإعلامية الكبرى وبنوعية المحاضرين الأكفاء، ومن هذا المنطلق، رأت جمعية الاعلام الرياضي أن تنظم على المستوى المحلي يوم السبت المقبل بنادي النصر، للزملاء الإعلاميين، والدعوة عامة ومفتوحة للجميع، فالجمعية تنضم تحت لواء الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة ونجد الدعم الكبير منها.

Ⅶ والصحافة ضلع هام يجسد المهنة، لها خصوصيتها ولها مكانتها ضمن أوجاع المهنة ومن الأضلاع الرئيسية في مسار الإعلام الرياضي، الذي أصبح له خصوصية، فهو يغطى كل الأحداث ويتسارع معها، ويجعل المشاهد والجمهور والقارئ ومتلقي الرسالة أولاً بأول، يعيش مع الحدث بسرعة فائقة، ونفتخر بوجود إعلام حقق نجاحات عربية وأصبح مميزاً ووصل للمشاهد والقارئ العربي من الخليج إلى المحيط، وبالتالي فإن المنتديات والحوارات الفكرية في غاية الأهمية للإعلاميين!

Ⅶ والإعلامي عليه واجبات وأهمها هي الأمانة في نقل الأحداث بمصداقية دون زيادة أو نقصان، فهو يمثل المرآة الحقيقية للواقع الرياضي، فكلما قدم الإعلام الحقائق دون تزييف أو تجميل، وصلت الرسالة الإعلامية إلى المتلقي بشكلها الصحيح دون تشويش، ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة موجة عارمة بما يسمى الإثارة الصحافية من أجل كسب الجماهير وخلق بلبلة، فهذه تسبب آثاراً سيئة، لأنها تلطخ أصحاب المهنة الحقيقيين، خاصة أن الإعلاميين شريحة مهمة في المجتمع..

فالقلم والحرف الذي يعبر به الصحافي أو المذيع وحتى المعلق سلاح ذو حدين، فإما أن نصلح الحال، وهذا ما يحدث نادراً، أو نقوم بتدمير كل ما بنيناه، وهذا نراه من البعض، خاصة في ظل الطفرة الهائلة التي نعيشها مع التطور التقني الذي أصبح يسيطر على العالم، فلم تعد هناك معرفة مهنية لمعرفة الرأي والخبر، فالكل دخل في «الهيصة»!

ومن هنا نشيد بهذه الملتقيات والمنتديات والمحاضرات، بشرط أن نعطي المحترفين والمهنيين الأصليين الكلمة للاستفادة منهم، ولا نضعهم على (الرف)، فنجاح الإعلام الرياضي محلياً ظاهرة صحية ولكن علينا أن نراجع أنفسنا كل فترة، لأنها أصبحت ذات رسالة حيوية ومهمة ويمكننا عبر هذا المفهوم الجديد أن نتجاوز، ونعبر العديد من العقبات والعثرات التي تقف ضد مسيرة الإعلام الرياضي.. والله من وراء القصد.

Email