يعجبني ولا يعجبني!

ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶ أول شيء تعلمناه في الكتابة زمان أيام الدراسة، خاصة في بداية المرحلة الثانوية، كنا «نشخبط» في الدفاتر بـ «يعجبني» و«لا يعجبني»، ونحن نتسلى مع زملاء ورفقاء المدرسة بهاتين العبارتين، وأحياناً نشارك في صحف الحائط المدرسية أيام الأستاذ الموجه (الله يذكره بالخير) محمد مطر العاصي ناظر ثانوية دبي، الذي على الرغم من أنه كان أستاذاً تربوياً جليلاً، كان أيضاً لاعباً في فريق الكرة بنادي الشعلة في بر دبي، ولعب أيضاً لفريق الشباب في أواخر الخمسينات، وبعد عمله في سلك التدريس، أصدر كتاباً رائعاً يتناول فيه مسيرة التعليم، وكما قلت، كان رياضياً متميزاً؛ مثلنا أيام الإمارات المتصالحة عام 65 في البطولة المدرسية بالكويت، وحصل على المركز الثالث عربياً في بطولة الطاولة، حاصداً البرونزية، واليوم لا أحد يتذكره للأسف الشديد.. من هنا جاءتني الفكرة؛ فكما كنا نكتب قديماً «يعجبني.. ولا يعجبني»، وتعلّمنا من خلال ذلك أصول الكتابة في تلك الأيام الجميلة، أبدأ بما يعجبني ولا يعجبني في الساحة الرياضية هذه الأيام.

Ⅶ يعجبني أن ننادي بالتوطين في الإعلام، ولا يعجبني أن يكون ذلك مجرد شعارات فقط، لكنه في واقع الأمر غير صحيح، ولا يعجبني أن نهمل المواطنين الإعلاميين أصحاب الخبرة والكفاءة، وأن نضعهم في الصفوف الخلفية وغيرهم في الصفوف الأولى، وأتأسف على ذلك!

Ⅶ يعجبني أن ندعو المعنيين بقضايانا الكروية، خاصة أصحاب الشأن من القارة، ولا يعجبني أن نوجه الدعوة إلى آخرين من غير القارة، فمثلاً عند أي حدث آسيوي، يجب أن نوجه الدعوة إلى أبناء القارة دون غيرهم لحضور ندوة أو مجلس أو مؤتمر لتقييم أمر ما.

Ⅶ يعجبني الإداري الذي ينسب الإنجاز للاعبين؛ سواء كان محلياً أو خارجياً، ويبعد نفسه، ولا يظهر في الصورة، ويترك التقييم للآخرين، ولا يعجبني الذي يدّعي أنه «بوالعريف» في كل شيء، ويسحب البساط من الآخرين.

Ⅶ يعجبني في الرياضي، أن يخصص لنفسه مساحة، ولا يتجاوز حدوده، ويفضل العمل في مناصب إدارية معينة، ولا يعجبني الإداري الذي يبحث عن المناصب رافعاً شعار «هل من مزيد»!

Ⅶ يعجبني رئيس الاتحاد الرياضي الذي يدعم مسيرة اللعبة بفكره وجهده وتحركاته للصالح العام، ولا يعجبني الرئيس الذي يخدم نفسه فقط رافعاً شعار «أنا ومن بعدي الطوفان».

Ⅶ تعجبني القناة الرياضية التي تهتم بالقطاع الرياضي بمختلف أنواعه وأشكاله، ولا تعجبني القناة التي تخصص برامجها فقط للكرة و«الضرابة»!

Ⅶ يعجبني في الهيئة الرياضية احترامها للأنظمة والقوانين، وتعاملها مع جمعية الإعلام الرياضي بالشكل الصحيح، ولا يعجبني التي تتجاهل الجمعية وترسل من تحبه وتهواه على الرغم من التعميم الصادر من الهيئة قبل 6 سنوات وتكرر أكثر من عشر مرات!

Ⅶ يعجبني الشخص الواثق من نفسه، الذي يعمل بإخلاص، ولا يبالي بالآخرين، ولا يعجبني من ينتظر سقوط زملائه كي يظهر بطلاً!.

Ⅶ يعجبني من يكون صريحاً وصادقاً في كل الأوقات والمناسبات، غيوراً على ناديه، ولا يعجبني من يهز رأسه أمام رؤسائه بالموافقة على كل ما يطرحه الرئيس.. ويعجبني الإعلامي الواعي، ولا يعجبني «الكلكجي»!

Ⅶ يعجبني أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولا يعجبني أن نضع «الربع» والأصدقاء في أماكن ليسوا أهلاً لها، وما أكثرهم اليوم.. والله من وراء القصد.

Email