جديدنا في دوري المحترفين لكرة القدم أن الأندية تتجه شرقاً وغرباً في أوروبا، وأخرى تبحث عن لاعبين في أفريقيا ومختلف أنحاء العالم، وتدور الساحة الرياضية في هذه الدوامة فقط من أجل الفوز ببطولات الدوري والمسابقات وتحقيق نتائج كروية مستعجلة، دون خطط واضحة أو برامج مدروسة أو استراتيجيات طويلة المدى.
نصرف مئات الآلاف في معسكرات تدريبية، ينجح بعضها ويكون بعضها الآخر للسياحة فقط، وكل ذلك يعتمد على ظروف التعاقد مع الوكلاء المتخصصين في تنظيم معسكرات الصيف، التي أصبحت عادة سنوية تمارسها الأندية، سواء أكانت تملك موازنة كافية أم لا؛ فالمهم أن يقال إن الفريق «عسكر» في أوروبا!
وهكذا يعود اللاعبون بلا فوائد فنية تذكر، ولا نشاهد المستوى الفني المطلوب، بل نرى الأندية في الأسابيع الأولى تُجري تغييرات عاجلة على اللاعبين، وتصل أيضاً إلى إقالة المدربين، وهو مشهد تعودنا عليه منذ سنوات.
في الماضي، كانت الأندية تشكل وفداً رسمياً من مجلس الإدارة لمرافقة البعثة، وتناقش تقارير المعسكر في أول اجتماع للمجلس. أما اليوم، فالوضع مختلف تماماً؛ حيث يشرف إداري أو مشرف أو مدير الفريق، ويصاحبه «جيش» من المعاونين للمدرب، يُتعاقد معهم عبر المدرب الأجنبي، صاحب القرار الأول والأخير.
كلما أقرأ وأتابع أخبار استعدادات الأندية، أجد العجب وأرى أموراً تحتم علينا أن نضع آلية جديدة ونعيد ترتيب الأوراق، لأننا نهدر أموالاً ونُضيّع الجهد في سبيل تحقيق فوز سريع فقط، بينما الأمور تسير بشكل غير صحيح تماماً. نحتاج إلى إعادة النظر في سياسات الأندية، فهي القاعدة الحقيقية للرياضة في أي مكان وأي زمان!
والله من وراء القصد.