تذكرت الحاج مصطفى

زمان، في عهد مضى، كانت تنطلق مسابقات وبطولات أندية الدرجة الأولى لكرة القدم بطريقة بسيطة ودافئة، حيث تُجرى القرعة، وتوزع الفرق، وتحدد مواعيد إقامة المباريات داخل غرفة مغلقة، دون حضور ممثلين عن الأندية كما نشهد اليوم، كان ذلك الحفل المصغر يشرف عليه السكرتير الفني، الذي يتولى كل الترتيبات بنفسه.

أتذكر تحديداً عهد المرحوم الحاج مصطفى كامل محمود، أحد أشهر حكام العرب، ومن أبناء مصر، الذي شارك في كأس العالم 1974 بألمانيا، وكان أيضاً حكماً لأول نهائي لدوري الدرجة الأولى في الدولة عام 1973 بين الأهلي والعروبة، والذي أُقيم على استاد دبي الكبير، ذلك الملعب الرملي التابع لنادي النصر.

لم يكتفِ الحاج مصطفى كامل محمود فقط بمهمته سكرتيراً فنياً في اتحاد كرة القدم، بل كان صديقاً ورفيقاً لأسرة كرة القدم في الدولة، لدرجة أنه كان يراسل صحيفة «الأهرام» المصرية، وينشر فيها أخباراً عن الدوري الإماراتي.

تذكرته وأنا أشاهد قرعة دوري المحترفين، التي نظمتها رابطة المحترفين، أول من أمس، والتي جاءت كونها حفلاً أنيقاً نُقل على الهواء مباشرة، واتسم بالدقة وحسن التنظيم والتنسيق.

ولهم كل التحية والتقدير على جهودهم، وحرصهم على التواصل مع الأسرة الرياضية لحضور مثل هذه المناسبات، لكن ما يجعلني أعود بذاكرتي إلى الماضي الجميل ورجال ذلك الزمن، هو ما وجدته بين أوراقي القديمة: كتيّبات صغيرة تضم جداول مباريات الدوري العام.

كانت تلك الجداول تصدر في «زمن الهواء»، وتبقى ثابتة طوال الموسم تقريباً دون تغيير يُذكر؛ ربما لقلة المشاركات والارتباطات في تلك الأيام، ما منح المسابقة استقراراً وهدوءاً.

كان الزمن مختلفاً؛ لأن القلوب صافية، والنوايا حسنة، أما اليوم، ومع التحديات الكبيرة وشعارات الاحتراف، التي يرفعها الكثيرون، فباتت الأجواء مشحونة أحياناً بالتوتر والقلق.

كل ما نتمناه أن تعود روح المحبة والود بين محبي كرة القدم وأسرتها الكبيرة، لنعيش جميعاً في أجواء أكثر هدوءاً وراحة، بعيداً عن ضوضاء وصخب ملاعب زمن الاحتراف.. والله من وراء القصد.