الشخصيات السامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

وأنا أتجول بين عدة مكتبات في القاهرة منذ فترة، ومؤخراً في دبي، وجدت أن التنوع في طبيعة الكتب والموضوعات المطروحة من خلالها للقراء العرب آخذة في التغير والتنوع، وكذلك الجرأة، بحيث تلبي متطلبات القارئ، وتتفق مع طبيعة الحياة المعاصرة، التي نحياها وأنماط العلاقات، التي تربط الناس بعضها البعض في العائلة والشارع والصداقات ومؤسسات العمل وغيرها، ففي كل مكان نحن محاطون بأنواع متباينة من البشر، يقتربون منا، ويبتعدون تاركين فينا الكثير من التأثيرات.

هناك كتب تحت عناوين ملفتة مثل (محاطون بالمرضى النفسيين) و(محاطون بالحمقى) كيف تتصرف مع الشخص النرجسي في حياتك؟ وكيف تتخلص من الشخص السام؟ وهكذا تتبنى هذه النوعية من الكتب القائمة على دراسات وآراء أطباء أو معالجين نفسانيين، أو مدربي تنمية ذاتية، فكرة توضيح أنماط الشخصيات المحيطة بنا أو التي يمكن أن تتقاطع معنا، وتؤثر فينا أو نقع في شباكها، وقد تسمم حياتنا في غفلة منا، بحكم طبيعتها الأنانية أو الاستحواذية، وأظن أن الشباب من الفتيات على الأغلب هم أكثر الفئات إقبالاً على هذه النوعية من الكتب، بحكم قلة خبراتهن وتجاربهن، ما يجعلهن فريسة سهلة للنرجسيين والمرضى وأصحاب المصالح.

الشخصية السامة أو التوكسيك كما بات يعرف في وسائل الإعلام الجديد، أحد أخطر الأنماط، التي لا بد أن يحذر منها الإنسان، ويتعرف على سماتها ووسائل تسللها، وإحكام قبضتها على الآخرين باستخدام تقنية الشكوى وادعاء الظلم، وأنه ضحية، لا يحظى بالاهتمام والمحبة و..، برغم كمية الحسد والبغض التي تملأ نفوسهم تجاه زملائهم، وأقرب الناس لديهم، إن لعب دور الضحية هو الطريقة الوحيدة لجذب الانتباه إليهم، والتعاطف والتصديق، ومن ثم الإنفاق عليهم أو الوقوع في مؤامراتهم.

هؤلاء موجودون دائماً، وهم سامون فعلاً، وبشكل يمكن أن يدمر حياة الآخرين، لذلك فلا بد من الحذر منهم، واستشارة أهل الاختصاص لكيفية تجنبهم أو الخلاص منهم.

Email