تزوير الكتب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الروائي المصري المعروف (أشرف العشماوي) الذي هو في الوقت نفسه قاضٍ ومستشار في محكمة استئناف القاهرة، أصدر ما يزيد على عشر روايات حققت مبيعات عالية جداً، وقد تم الاتفاق على تحويل روايته التي صدرت العام الفائت 2021 (صالة أورفانيللي) إلى فيلم سينمائي، بعد النجاح الباهر الذي حققته بصدور عدة طبعات متتالية منها في غضون ثلاثة أشهر.

خلاصة الأمر أن سيادة المستشار أطلق البارحة تحذيراً أو مطالبة عاجلة للقراء بالتوقف بشكل نهائي عن شراء أية نسخة مزورة من أي كتاب، بعد أن كشف أن روايته الأخيرة التي صدرت منذ عدة أيام فقط (الجمعية السرية للمواطنين) قد تم تزويرها وتباع على بسطات الكتب بنصف ثمنها!

وتجارة الكتب المزورة في مصر أو غيرها من البلاد العربية، سوق رائجة، متمددة، تحقق مداخيل وأرباحاً خيالية للمتورطين فيها، لكنها كما يقول العشماوي تتسبب في خسائر فادحة للناشرين الحقيقيين ولمؤلفي الكتب التي يتم السطو عليها وتزويرها ولجميع العاملين بصناعة النشر، وقد تقود لاحقاً إلى ما هو أعظم من الخسارة: إغلاق دور النشر وإفلاس الناشرين.

يشرح العشماوي (الفروقات الخمسة) بين الكتاب الأصلي والكتاب المزور كنوع من تبصير وتوعية القراء، ويهيب بهم أن لا يبخلوا على عقولهم بشراء الكتب الأصلية ووفق القنوات القانونية، لأن المزور وإن قل سعره إلا أن نوعيته ومضمونه المغلف (معطوب) بأشكال متعددة، إضافة إلى أن «حضارة الأمم تقاس باحترام الحقوق» لا بالتجاوز عليها.

إن حملات شرطة المصنفات ورسائل التوعية التي تطلق بين فترة وأخرى ليست كافية حتماً، إضافة إلى أن سوق التزوير شرس وأخطبوطي، يضاف إليه بنية القوانين الرخوة، وعدم اهتمام الجمهور بفكرة الكتاب المزور أساساً مقابل حرصه على الحصول على كتاب رخيص في ظل ارتفاع أسعار الكتب وتردي الأوضاع المعيشية لأفراد المجتمع وللفئات التي تقبل على القراءة ابتداءً، كل ذلك يجعل الطريق صعباً، كما يعيد للواجهة تلك المشاريع الحكومية والقومية التي قامت لدعم الكتاب الشعبي، والتي بدأت تتراجع لأسباب مختلفة.

Email