هل التقيت بنفسك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال: «ابحث عن إيمانك إذا كنت قلقاً، وحينما تجد إيمانك ستجد نفسك، عندها تكون قد حظيت بالسلام الحقيقي والتصالح مع كل تفاصيل حياتك».

لكن ماذا إذا قابلت نفسك وأنت تعبر الطريق؟ تخيل ذلك، وقل ماذا يمكنك أن تفعل لحظتها؟

إحدى الصفحات على موقع الفيسبوك طرحت هذا السؤال على الجمهور، فجاء جواب أحد المتابعين طريفاً وغريباً: سأوسعها ضرباً ثم أجلس إلى جانبها وأبكي معها، بينما علّق آخر: سأتجاهلها وأمضي في طريقي، بينما قال شخص ذو مزاج جميل: سأعزمها على فنجان شاي، فتمنى الجميع لو يستطيعون، لكن المسألة لا تكمن في نوع المزاج، بل في حقيقة علاقتنا بأنفسنا.

ما يلفت النظر في السؤال ابتداءً أنه لا يعطي تفسيراً لمفهوم «النفس»، مفترضاً أن الجميع يعرف على وجه اليقين ماهية هذه النفس، بينما الحقيقة تؤكد وجود لبس أو غموض أو اختلافات في تفسير المعنى. أما لغوياً، فالنفس تفهم على أنها تشير إلى الضمير أو الروح أو الروح والجسد معاً، وفسرت على أنها القوة الخفية التي يحيا بها الإنسان، وتعريفات أخرى تدل على أن العلم، وحتى اللغة لم تضع تعريفاً دقيقاً لماهية النفس، ولا أين توجد.

على ذلك فإن تحليل مضمون الإجابات الكثيرة التي تلقتها الصفحة عن السؤال يشير إلى أن أصحابها نظروا للنفس باعتبارها الكائن الآخر في داخلهم، الموجه لسلوكهم وأفكارهم، وصاحب القرارات التي يتخذونها فيما يتعلق بالمفاضلة بين الخير والشر، ما يعني أن معظمنا يعتبر النفس هي المسؤولة الأولى، وهي التي قادتهم في طرقات الخيارات كلها: أجملها وأصعبها وأرذلها، وأن ما اختارته هو ما حدد مصائرهم وأقدارهم، وما أودى بها أو بهم، أو أنقذهم من مخاطر وعواقب وخيمة.

ويظل السؤال مطروحاً: ماذا لو التقيت بنفسك وأنت تسير في الطريق؟

هل ستصفعها أم تربت على كتفها أم تعزمها على فنجان شاي؟ ربما ستحجز لها تذكرة سفر وتنطلق بها بعيداً!

Email