صمت النساء.. لماذا؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكثر نساء العالم يعتقدن بأن الصمت حيال ما يتعرضن له من أزمات وتجاوزات عليهن وعلى حقوقهن وكراماتهن هو الطريق الأسلم لعبور تلك المصاعب، أو للانتصار عليها، أو للاعتياد عليها، والأهم هو أن الصمت وتمرير المشاكل دون إثارة أو أي نوع من الشكوى هو إحدى طرق التفكير التقليدية والمتوارثة عند النساء للحفاظ على المكتسبات: على البيت والزوج والأولاد والشكل الاجتماعي.. ولا يهم بعد ذلك مقدار الخسائر التي ستخصم من حسابهن غالباً!!

تدفع النساء في الكثير من دول العالم، أثماناً باهظة ويرتكبن خطيئة لا تغتفر في الحقيقة، عندما يلجأن للصمت وإخفاء ما حدث في أول تعدٍ أو مواجهة ضدهن عندما تعرضت الواحدة منهن وهي طفلة لتحرش السائق، أو أحد الأقارب، أو أحد الزوار الذين يترددون على البيت، أو أحد الخدم ربما، وربما أحد الجيران، وهذا ما يحصل دائماً. وهنا علينا أن ننوّه أن ذلك يحدث للصبي .

كما يحدث للفتاة على حد سواء، وأن الصمت نتيجة الخوف أو الخجل أو انعدام الوعي والتجربة، وتأنيب الوالدين، هو ما يضمن استمرار ذلك التعدي أو ذلك التحرش أو التجاوز فيما بعد، وهو السبب الأول في تخريب شخصية الفتاة، وتعميق الكثير من الأمراض النفسية في أعماقها.

فيما بعد، وعندما تكبر، ستعاد فكرة إخفاء الأخطاء تحت سجادة الأيام، ستقنع نفسها بأن الزمن كفيل بإصلاح الأخطاء، فإن لم يفعل فسينسيها تلك الصدمات أو سيصلح تلك الكسور والخدوش التي طالت أعماق نفسها، لكنها ستفاجأ أن هذه واحدة من المهام التي لا يقوم بها الزمن نهائياً، وإن فعل فإنه يقوم بها في الوقت الضائع.

وحده الوعي بحقوقها، وتربية الأسرة لفتياتها على حقيقة أنّ لهن حقوقاً ثابتة وواضحة لا يجوز أن يفرطن فيها، بل عليهن الدفاع عنها وبشراسة، وأن القبول بهن يجب أن يحصل بسبب دورهن وعلى ما هن عليه، وليس بسبب رضى فلان أو علاقتهن أو انتمائهن لفلان، زوجاً كان أو غير ذلك، صحيح أن المرأة تكتمل بالرجل لكنها لا تنقص بدونه أبداً!

Email