هؤلاء لا أنساهم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في العمر القصير الذي نمضيه على هذه الأرض، أو في هذه الحياة، نظل محاطين دائماً ببشر من كل نوع وصنف، أشخاص نرتبط بهم بعلاقات متفاوتة، وأشخاص نتماس معهم بالمصادفة، وأشخاص كانوا أكبر من قدرتنا على أن نحلم بهم، ومع ذلك، فقد قدمهم لنا القدر كأعظم الهدايا. وهناك من تضعهم الأقدار في تقاطعات طرق معنا، ليقدموا لنا شيئاً ما: لحظات سعادة، مساعدة، إشارات تذكير، أو إجابات لأسئلة لا تهدأ في دواخلنا.

وحين نفكر في كل الوجوه التي تحتل دفاتر الذاكرة والأيام، فإن وجوهاً بعينها ترتبط عندنا بما يمكن تسميته بالمعنى اللامحدود، أو الأثر العصي على النسيان، ليس شرطاً أن ينتمي هؤلاء لعلية القوم، أو أثريائهم، ليس من الضروري أن يكونوا مفكرين أو مشاهير. فقط لنتحرر من كل هذه التصنيفات، ولنتذكر كل الذين عبروا حياتنا، وتركوا فينا تلك الكلمات أو المواقف التي لم يكن من الممكن أو السهل نسيانها أو نسيانهم.

لا يعني هذا أن المشاهير وأصحاب المكانة والثراء، لا تأثير لهم في حياة محبيهم، لكننا هنا، نريد التأكيد على أن جوهر الإنسان، هو إنسانيته وضميره وفعله الحقيقي والصادق، بعيداً عن ترتيبه الاجتماعي، أو تصنيفه المادي، وهنا، يحضرني الممثل المصري الراحل (جميل راتب)، عندما طلبت منه مذيعة أحد اللقاءات، أن يذكر أسماء شخصيات يود أن يقدم لها الشكر، نظراً لما تركته من أثر في نفسه؟، وفي الوقت الذي كانت فيه المذيعة تتطلع إلى أسماء مشهورة، قدم راتب الشكر والامتنان إلى ثلاثة:

سائق حافلة لمحه في أحد الأحياء، فأوقف الحافلة ونزل للسلام عليه، وعاملة نظافة في مطار القاهرة، لم تجد ما تعبّر به عن إعجابها، إلا أن دعته لتناول زجاجة كوكا كولا، وسائق تاكسي، عندما أجابه راتب بأن لا أولاد لديه، أجابه: نحن جميعاً أولادك.

فمن تحب أن تشكر من الشخصيات التي أثرت فيك؟

Email