أبناؤنا يستطيعون

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الإعلام، كما في الثقافة والأدب، وسائر مجالات الحياة والنشاط الإنساني في أي مجتمع، فإن الأولوية يجب، بل يفترض أن تعطى لمواطني هذا المجتمع، هذه قاعدة طبيعية ومنطقية، وفي أساس العقد الاجتماعي بين الناس وحكوماتها، قاعدة لا يجب أن تناقش، ولا أن تغضب أحداً أياً كان، لأنها لا تعتدي، ولا تتجاوز على حقوق أيٍ كان.

من الطبيعي أنه حين يريد الإنسان البحث عن فرصة عمل، أو حين يفكر في الترقي لمناصب أكبر، أو الحصول على مكانة مرموقة يمتلك مؤهلاتها، فمن الطبيعي ألا يكون أمامه سوى بلده ووطنه، ليحصل على كل ذلك، وهذا بالضبط ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حين قال (المواطن أولويّة حكومية فـي الإمارات.. هكذا أراد زايد «جريدة البيان» 9 أبريل 2018). أرى أنه قد آن الوقت في أقطارنا الخليجية عامة، لمراجعة سياسة تقديم الأجنبي، وتفضيل الآخر في مجالات بعينها، وتحديداً في الثقافة والفن والإعلام، لسنا نادمين على ما قدمناه لإخوتنا العرب، ولأصدقائنا في كل مكان، لقد فتحنا صحفنا لكل الأقلام، ومنحنا الأشقاء العرب كل فرص الظهور والبروز والشهرة في الإعلام، وعلى منصات التتويج ومنح الجوائز، أما اليوم، فلدينا من المواهب والكوادر الوطنية، ما يستحق الالتفات لهم، والفخر بهم، وتقديمهم، ومنحهم الثقة والفرصة، لا لشيء، ولكن لأن هذا حقهم ومكانهم، ودورنا تجاههم، ولأننا نستطيع بأبنائنا، كما أي أمة وأي مجتمع.

ليس فقط في الإعلام، حتى لا يفهم أحد أننا ننسج قانوناً وموقفاً مرده حكاية (القرداحي)، ولكن الأمر أكبر منه ومن غيره، فشبابنا يمتلكون وقادرون فعلاً، ليملؤوا الوظيفة العامة والخاصة، بجميع مجالاتها ومستوياتها، جنباً إلى جنب مع الأشقاء والأصدقاء الآخرين، ولكن بمنطق الأولوية، ولا بأس أن نكرر، لدينا مذيعات ومذيعون ومقدمو مناسبات وحفلات من المواطنين، يمكنهم التصدي بثقة وقوة لأي مهمة توكل لهم. نحن أولى بأبنائنا، وأبناؤنا أولى بوطنهم.

Email