يوم تعطل الفيسبوك!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كتب كثيرون وكثيرات، على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، يسألون متابعيهم: في الوقت الذي أصاب فيه العطل منصات فيسبوك وإنستغرام والواتس آب، ولمدة تعتبر الأطول (ست ساعات)، كيف قضيتم هذا الوقت! وكأن هؤلاء المتسائلين قد نسوا تماماً أن من يتوجهون إليهم بمثل هذا السؤال، هم أناس عاديون وبسطاء جداً، ويحيون حياة عادية مثلهم.

التقطت من صفحة أحدهم هذا التعليق (خلال العزلة التي خيمت على الأرض، بسبب جائحة «كورونا»، استخدم الناس الإنترنت، وتطبيقات التواصل بشكل مضاعف، للتواصل مع بعضهم في المقام الأول، وللعمل والتعليم، وطبعاً للتسلية، وقد حمدنا الله جميعنا على نعمة العلم والتكنولوجيا والإنترنت، وأثبت الإنسان، كما دوماً، أنه كائن غير قابل للانقراض، وأنه أقوى دائماً من أزماته بإرادته وتواصله.

لكن ذلك لا يعني أنه إذا تعطلت التكنولوجيا، سيشعر بالضياع، أو يفقد أعصابه، أو تنتهي حياته، أو أنه لن يجد ما يفعله. أولاً، لأن ثورة الإنترنت، وجدت لتبقى، ككل الاختراعات والاكتشافات في تاريخ البشرية، ولأن كلفة أعطال التقنية عالية جداً، لذلك، يسارعون لإصلاحها سريعاً، كما أن الأمر يرتبط بأسواق المال، وتأثر أسعار أسهم شركات «فيسبوك» و«تويتر»، إضافة إلى ترابط الأنشطة الإعلامية، وشبكات الاتصال والمواصلات بهذه المواقع، لذلك، فلا خوف على هذه المواقع.

لكن، هل عاش الناس فعلاً إحساساً بالفاجعة، كما حاول البعض إيهامهم، بسبب تعطل هذه التطبيقات؟ طالعت صفحات كثيرة، استطلعت آراء الناس، عبر سؤال: كيف قضيت الوقت أثناء توقف الفيسبوك؟ إجابات الناس بدت ساخرة، وكانت كالتالي: ذهبت للنوم، شاهدت التلفزيون، قرأت، جلست مع أهلي، جلست في المقهى مع أصدقائي، شبعت نوماً، استخدمت الرسائل القصيرة لأول مرة، بحثت عن تطبيقات بديلة، وما أكثرها،…

التعليق الفائز من بينها جميعاً: لم اشعر بالعطل أصلاً، كنت نائماً، وعندما صحوت كان كل شيء عادياً.

الفيسبوك مجرد تطبيق، وليس أكسجين الحياة والوقت، أي، يمكن الحياة بدونه.

Email