لندعم أندية القراءة الرقمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن القراءة يوماً، موضوعاً أو سلوكاً جديداً أو طارئاً على حياة الأفراد والمجتمعات، منذ عرف الإنسان الكتابة، واخترع الورق، إن ما يمكن الجزم به في هذا المجال، باعتباره أمراً جديداً أو طارئاً، هو تغيير بيئة أو شكل أوعية القراءة، وذلك بحكم التطورات الجذرية التي طالت حياتنا في السنوات الأخيرة، بسبب الثورة الجذرية في مجال التقنية والمعلوماتية، ووسائل التواصل.

لقد لعب انتشار شبكة الإنترنت، وما بات يُعرف بمواقع التواصل الاجتماعي، وانحياز الأجيال الحديثة لفلسفة الفردانية، وتفضيل كل ما له علاقة بالأجهزة الذكية، إضافة للكوارث العالمية (وباء «كورونا» نموذجاً)، وما فرضته من عزلة مضافة، وتباعد كامل بين الناس، كل ذلك لعب دوراً حاسماً في تغيير مجمل السلوك الاجتماعي والثقافي للمجتمعات، كما للأفراد، ومن هذه السلوكيات، سلوك القراءة، وتحديداً القراءة الجماعية، التي انتقلت إلى الفضاء الإلكتروني، عبر ما بات يعرف بأندية القراءة.

إنه، وقبل انتشار الإنترنت، كانت القراءة تعني وجود الكتاب الورقي بين يدي القراء، ولاحقاً، ظهرت الكتب الإلكترونية والأجهزة اللوحية المختصة بهذا النوع من القراءة، بعدها امتلأت الشبكة بتطبيقات ومتاجر الكتب الرقمية، وقد تزامن ذلك، مع بروز أعداد كبيرة من الأندية، وصناع المحتوى الرقمي، ذوي العلاقة بالكتب، وخاصة من فئة الشباب، وهنا، تبرز مصر والمملكة السعودية ودول المغرب، باعتبارها الأكثر مساهمة في صناعة المحتوى الثقافي الرقمي ذي العلاقة بالكتب، بينما تسجل الإمارات ضعفاً ملحوظاً في هذا المجال.

إن فكرة نادي كتاب رقمي، يقدم محتوى ثقافياً رصيناً، قد برزت مع تنامي جائحة «كورونا»، وتنامي اتجاه وسياسات العزلة، ما جعل من هذا النوع من الأندية، حلاً وفرصة لكسر تلك العزلة، والإسهام في تقديم محتوى ثقافي جيد، عبر الشبكة المعلوماتية، نسهم من خلاله في صناعة المحتوى الثقافي، الذي يجب علينا أن نعترف بأننا كعرب وبلدان خليجية، نعاني تقصيراً كبيراً، يتعلق بإنتاجه والإسهام فيه.

Email