قرار أن تسير وحيداً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون يقفون في منتصف الطريق إلا قليلاً، تتناهبهم الحيرة أمام أسئلة الحياة والوجود والغاية واللاجدوى، أسئلة لم يسلم منها أحد، لكن البعض أصم أذنيه والبعض أغضى وتغافل ومضى، بينما آخرون وقفوا بحثاً عن مخارج: كيف يمكن أن نكسب أنفسنا دون أن نخسر الآخرين، خاصة في تلك المواقف التي نكون فيها مضطرين للمفاضلة بين الخيارات التي نريدها وتلك التي يفرضها الآخرون علينا دون اعتبار لما نريد أو نفضل أو نؤمن؟

يبدو الجواب بسيطاً في شكله الظاهري وهو أن تمشي مع الآخرين ولكن وحيداً! لكن كيف؟ تلك هي المسألة الصعبة التي تحتاج لكثير من الأدوات التي تعين على تحقيقها، وأولى هذه الأدوات المعرفة والخبرة والعمر والوعي، فكلما كبر الإنسان قل اعتداده برأيه وكبر اهتمامه برأي الناس، كما أنه كلما خبر الحياة ودروبها برزت لديه القدرة على المواجهة أكثر وفرز الخيارات ببصيرة.

وفي الحقيقة فكلما كبرنا قلت احتياجاتنا وكبرت رغبتنا في تقليص ما نريده، فنبحث عن أكثر التفضيلات خفة ونمضي خفافاً مقتنعين بأنه لا وقت لمزيد من التضحيات لأجل أحد فقد قدمنا كل ما كان في رصيد الأيام.

هناك نساء في بعض المجتمعات تستنير بصيرتهن باكراً، لأسباب لها علاقة بطبيعة تكوينهن، والمحيط الذي نشأن فيه وبالتربية التي تلقينها ونوعية التعليم والكتب والأصدقاء والتحديات الحياتية، وهناك رجال كذلك أيضاً، الصعوبة أن قرار السير وحيداً يبدو قراراً صعباً بالنسبة للمرأة التي عليها أن تلتزم قواعد المجموع: العائلة والأسرة والأبناء والصورة العامة المتعارف عليها وفق منظومة متوارثة ومقدسة، فلا مكان في هذا كله لأي شكل من أشكال التفرد والاستقلالية.

فإن فكرت واختارت هذا الطريق الصعب فإنها ستدفع الثمن غالياً، وأول الأثمان سيطال سمعتها حتماً ونبذ المجتمع والعائلة لها.

هذا ما يطرحه الفيلم الجورجي عائلتي السعيدة، أرجو لكم مشاهدة ماتعة للفيلم وأسئلة كثيرة أتمنى أن تكون سعيدة.. وإن كنت أشك في ذلك!

 

Email