لنجعلهم ممتنين أكثر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعلم جميعنا بأن تجربة جائحة «كورونا»، بكل ما فيها، وهو كثير جداً، كانت تجربة صعبة وشديدة الوطأة، هذا بالنسبة لنا كبالغين، مررنا بالكثير من التجارب، وعركتنا الحياة إلا قليلاً، لكن ماذا عن الأطفال والمراهقين، ماذا عن الطلاب الذين يبدؤون عاماً دراسياً جديداً، ومغايراً عما سبقه، بعد أن أوقفتهم الجائحة عاماً ونصف العام عن المدرسة، وعن أصدقائهم ومعلميهم، وأنشطتهم المعتادة، التي هي كل عالمهم تقريباً!

دون أن ننسى مقدار الأخبار التي تتالت عليهم، عبر كل منصات التواصل، التي باتوا يتابعونها بسبب مكوثهم في البيت أطول زمن مرَّ بهم، تلك الأخبار المتناقضة، ونظريات المؤامرة، والتخويف من اللقاحات، وكل الأخبار التي تكفلت ببث الخوف في قلوبهم الصغيرة، إضافة لقصص المرضى والموتى، والذين قذفتهم «كورونا» إلى الشوارع متسولين، بفعل فقدان أعمالهم ومنازلهم؟.

هؤلاء الطلاب، أطفالاً كانوا أو مراهقين، سيعودون بعد هذه التجربة المريرة، إلى مقاعد دراستهم، وسيتعاملون مع معلمين ومعلمات وإدارات مدرسية، نعلم أنهم على جانب كبير من الوعي والتفهم، ولكن، فقط، لنكن رحيمين حذرين، ونحن نتحدث معهم عن التجربة، وما حدث خلال الزمن القاتم الذي عبروه في عزلتهم عن العالم!

لم يحدث أن عبرنا في كل سنواتنا، زمناً ضاغطاً كالذي مررنا به، لذلك، فالقلوب هشة جداً، والذاكرة مليئة بالأحاديث والصور والأفكار، فلا داعي لاختبار قوة أعصابهم، بالحديث عما مروا به، وتأنيبهم، والتشدد معهم، كأنهم كانوا سعيدين بعيداً عن المدرسة والدراسة والالتزامات، لا داعي لتحميلهم مسؤولية ما تسببت به «كورونا» للقطاع التعليمي، فهؤلاء ضحايا صغار، لا أكثر!

لنتمنَ لهم أياماً أفضل، ولنمنحهم الكثير من الأمل والبهجة، ولننظر في إنجازاتهم، رغم كل الصعوبات، لنجعلهم ممتنين لأسرهم، ولحكومتهم، ولمعلميهم، وللطواقم الطبية، ولرجال الأمن، ولكل الذين ضحوا وسهروا، ليضمنوا لهم هذه العودة الآمنة لمقاعدهم الدراسية، ولسير حياتهم المعتاد.

 

Email