عن جمعية الصحفيين - البدايات (3)

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخيراً، وبعد طول انتظار ومحاولات عديدة بذلها مثقفون إماراتيون لطرح فكرة تأسيس جمعية للصحفيين كان نصيبها الفشل بلا استثناء، نجح الصحفيون في الدعوة لجمعية تأسيسية، سيطرح فيها أصحاب المبادرة فكرتهم والنظام الأساسي الذي وضعوه، وسيتشكل أخيراً من مجموع الأعضاء الحاضرين أول مجلس إدارة مؤقت، لأول جمعية للصحفيين تتأسس في دولة الإمارات العربية المتحدة.

دعا الصحفيون السبعة، وبموافقة الجهة الرسمية المسؤولة عن منح موافقات إنشاء الجمعيات، إلى أول اجتماع تأسيسي منتظر، وبالفعل شهد ذلك الاجتماع حضوراً كثيفاً من الصحفيين وأساتذة الصحافة في جامعة الإمارات، وعدد من الكتاب ومديري التحرير والمثقفين، لقد شعر الجميع يومها أنهم بإزاء لحظة تاريخية، وأن عليهم أن يكونوا شهوداً ومشاركين.

كان ذلك في يوم الخميس الموافق 27 يناير من عام 2000، والذي يطالع صور ذلك الاجتماع التاريخي بإمكانه أن يتبين من خلال الوجوه والأسماء التي تصدرت الصفوف الأمامية، مدى أهمية الاجتماع، ومدى الآمال التي علقت عليه.

استعرض الصحفيون الذين جلسوا على المنصة، النظام الأساسي بكل مواده، وأمام كل مادة كان الحضور يرفع يده ويطرح أسئلته، وكان التفاعل سيد الموقف، وكان التوتر كذلك، وبلا شك كان هناك اختلاف في وجهات النظر، وظهر من وقف وتساءل ذلك السؤال الغريب: (من أنتم؟)، بالرغم من أن المبادرين السبعة كانوا أشهر من أن يعرفوا! كما ظل عالقاً بالذاكرة ذلك الانسحاب المفاجئ لعدد من الصحفيين الذين لم يوافقوا على استثناء العسكريين والعاملين في مجلات المؤسسات والدوائر الحكومية.

سار الاجتماع بسلام، وأقر النظام الأساسي، وتشكلت الجمعية التأسيسية أخيراً من 52 صحفياً اعتبروا هم الصحفيين المؤسسين لجمعية الصحفيين بمن فيهم السبعة الذين قادوا القاطرة إلى بر الاعتراف والإعلان الرسمي، هذه الجمعية التي انتخبت ولأول مرة في تاريخ صحافة الإمارات أول مجلس إدارة مؤقت للجمعية ستناط به مسؤولية الحصول على موافقة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لإشهار الجمعية رسمياً، وقد كان.

 

Email